
هاي كورة (بقلم كارمي بارسيلو – SPORT)
بينما يخوض باو كوبارسي اليوم اختبار القبول الجامعي، اجتاحتني ذكريات يونيو 1981، حين وقفت للمرة الأولى أمام اختبار مصيري بعد اجتيازي للـCOU.
لحظة شخصية تعيدني إلى شبابٍ بسيط، في زمن لم نصنع فيه المجد كما يفعل هؤلاء الفتية الذين يرتدون قميص برشلونة اليوم.
جيل برشلونة الحالي من أبناء “لا ماسيا” لم ينتظر النضج ليبدأ في صناعة التاريخ.
كوبارسي، الذي كان من المتوقع أن يسير على خطى عائلته في مهنة النجارة، تحول إلى أحد أبرز المدافعين في العالم.
زميله بيرنال، رغم إصابته الخطيرة الموسم الماضي، كان مرشحًا ليصبح أحد أعمدة فريق فليك.
أما فورت، جافي، وكاسادو، فهم مجرد أمثلة على هذه الطفرة التي غيّرت وجه النادي الكتالوني.
برشلونة الذي كان يفتقر في السنوات الأخيرة إلى رموز تلهم جماهيره، وجد في هؤلاء المراهقين نموذجًا جديدًا للفخر.
مشهد مارك في “لاس رامبلاس”، وهدوء كوبارسي أمام الإعلام، لا يمكن نسيانهما.
لكن في المقابل، لامين يامال، الذي لا يزال دون الـ18، يتعرض لحملة تشكيك بسبب إشارة مزعومة تجاه كريستيانو رونالدو، في وقت تتعالى فيه الأصوات التي تقلل من قيمته داخليًا، بينما تتغنى به الصحافة العالمية.
لامين، الذي سيبلغ سن الرشد في 13 يوليو، موعد انضمامه لمعسكر فليك، بات هدفًا للنقد رغم كونه أحد ألمع المواهب التي أنجبتها الأكاديمية.
نجاحه الكروي المبكر أشعل الحسد والانتقادات، خاصة أنه لا يرضى بالخسارة ويؤدي بثقة الكبار، وفي كرة القدم، هناك نوع من “النجاح” لا يُقاس بدرجات أو شهادات.
كوبارسي ويامال، ومعهم جيل كامل من الموهوبين، حصلوا على أعلى الدرجات: اعتراف عالمي من لاعبين ومدربين وأسطورات سابقة.
أما “القيم”، فهم يملكون منها ما لا يمكن قياسه، سواء في أرض الملعب أو على صفحات “ترانسفير ماركت”.