
هاي كورة (بقلم إيفان سان أنتوني – SPORT)
في ظل القيود المالية الصارمة التي يعاني منها نادي برشلونة، أصبحت سياسة الترشيد أولوية في التخطيط الرياضي، حيث تُحسم قرارات حساسة عبر جداول Excel الباردة، متجاهلة العواطف التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هوية كرة القدم.
وخلال تلك الفترة تواصل فيه أندية مدعومة من دول مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان الإنفاق ببذخ، يُجبر برشلونة على مراجعة كل سنت وصياغة قراراته بحذر شديد.
ما يعرف بـ”الرافعات الاقتصادية” أو الحلول المحاسبية الملتوية ليست إلا ردود فعل على بيئة غير عادلة، تتحكم فيها قوانين غير متكافئة مثل “قانون مبابي” والضخ غير المشروع للأموال.
ويخوض النادي الكتالوني صراعه بين الكبار، لكن بقواعد مجحفة تقلل من قدرته على المنافسة.
الدليل القاطع هو العقوبة المحتملة من اليويفا بدعوى خرق اللوائح المالية، رغم التزامه البنيوي ككيان تملكه جماهيره، لا مستثمرون، وفي هذا المشهد المعقد، تبرز “لاماسيا” كطوق نجاة.
دونها، كان يمكن أن يصبح برشلونة مجرد نادٍ تائه مثل ميلان أو مانشستر يونايتد.
الأكاديمية الكتالونية أنقذت الفريق الأول مراراً، ولا تزال تمثل قلب المشروع وهويته.
لذلك، فإن أي محاولة للمساس برموزها الشباب حتى لو كانت عبر صفقات مغرية يجب أن تُرفض بلا تردد.
فرمين لوبيز ليس مجرد لاعب شاب، بل هو تجسيد حي لروح لاماسيا.
تعبه وصبره ودموعه حتى ارتداء قميص الفريق الأول تروي قصة نجاح لا تُقدّر بثمن.
التفكير في بيعه، كما يُشاع عند وصول عرض كبير، لا يجب أن يُطرح أساسًا.
فبيع لاعب رمزي مثله ليس كبيع من لم يترك أثراً، لاماسيا لا تُلمس، وفرمين لوبيز خط أحمر.