كرة القدم عودتنا على الكثير من الدراما فى عالمها الساحر فمن الممكن أن تحقق اللقب ولكن يكون لديك الكثير من النواقص والإحتياجات فى الفريق وسيكون أمامك خيارين لاثالث لهما إما أن تدرك النواقص وتصنع فريقا يحقق الإستمرارية وإما تعتقد بأنك الأقوى وتتباهى بتحقيق اللقب وهنا تصبح المشكلة الكبرى .
وقد تصبح الهزيمة مفيدة للغاية وتأتى فى الوقت المناسب لكى تستفيق إدارة الفريق وتعرف أن كثرة الإنتصارات ليس معناها الوصول للمثالية والكمال ولهذا فإن خبراء اللعبة البعيدين عن التعصب يؤكدون أن هزيمة الزمالك أمام الأهلى فى الدورى المصرى بهدفين نظيفين جاءت فى الوقت المناسب تماما لتدرك إدارة الزمالك أن الفريق لايزال فى بداية الطريق نحو إعادة الزمالك لوضعه الطبيعى.
الزمالك لم يحقق سوى ثلاثة ألقاب منذ مايو 2004 وبالتالى فإن إعادة مسار الفريق وتغيير جلده بالكامل لايمكن أن يتم فى موسم واحد بل يحتاج للمزيد من الجهد ومافعلته إدارة الزمالك فى الموسم الماضى كان بالفعل بداية الطريق الصحيح فلقد قامت بالتعاقد مع 17 لاعبا ولايمكن أن تنجح كل تلك الصفقات وهذا ماأدركته إدارة الزمالك ولكن من سوء طالع الفريق أن الفريق كان لايمكنه القيام بميركاتو شتوى بسبب مليء القائمة بالإضافة لأنه خسر أفضل ظهير أيسر فى مصر حاليا محمد عبد الشافى بسبب العرض المالى الضخم الذى لم يكن يستطيع أحد أن يرفضه فى ظل الاحوال الإقتصادية السيئة التى مر بها النادى فى العهود السابقة وبالتالى فإن النواقص التى ظهرت فى الفريق فى بداية الموسم لم يكن بأى حال من الأحوال تعويضها وكان من حسن حظ الفريق أن أتى المدير الفنى البرتغالى فيريرا الذى تعامل مع الموقف بذكاء وقام بمحاولة إستغلال المتواجدين فى الفريق بكل الطرق المتاحة حتى يستطيع الوصول بالفريق لتحقيق اللقب وهذا ماتحقق فى النهاية فالفريق لاينقصه فقط سوى نقطة وحيدة من مباراتين متبقيتين ليحقق اللقب.
الزمالك فى بداية الموسم الماضى تعاقد مع العديد من النجوم منهم من أثبت جودته مثل (أحمد الشناوي ومحمد كوفي، وعلي جبر وإبراهيم صلاح، وباسم مرسي، وأيمن حفني،ومعروف يوسف) ومنهم من يحتاج للحصول على فرصه ثانية للتأقلم مثل أحمد سمير، وطارق حامد، وأحمد دويدار وخالد قمر وإسلام جمال ومنهم من تأكد رحيله مثل عبدالله سيسيه، ومحمد شعبان، ورضا العزب، وصالح موسي وبالتالى فإن إدارة الفريق يجب عليها أن لاتلتفت لماحدث فى مباراة القمة وتفكر بهدوء وتروى لتسد العجز الموجود فى الفريق من وجود خلل فى الرواق الأيسر وفى منطقة وسط الملعب وفى المنطقة الأمامية حيث يحتاج الفريق للاعب وسط ملعب من الطراز الرفيع ومهاجم ولاعب أفريقى من الطراز الرفيع وصانع ألعاب وجناح وفى حال نجاح الإدارة فى توفير تلك الإحتياجات فإن الفريق سيستمر فى مساره الصحيح الذى لايمكن أن يأتى من موسم واحد ف 11 عاما فى تاريخ كرة القدم ليست بالشيء الهين ولايمكن لفريق أن يستقيم حاله من موسم واحد فريال مدريد ظل من 2002 بعد ماحقق دورى أبطال أوروبا يبحث عن العاشرة ومر بفترات تحبط كبيرة ولم يستسلم لوهم العقدة حتى وصل لمرحلة مورينهو الذى رتب صفوف الفريق وإقترب تماما من تحقيق أحلام الريال ثلاثة مواسم متتالية وخرج من نصف نهائى المسابقة حتى نجح الفريق فى 2014 بتحقيق اللقب وحتى برشلونة مر بفترة تخبط طويلة من 1992 دون الوصول لدورى أبطال أوروبا حتى إستعاد طريقه فى 2006 ثم سار على النسق الصحيح.
لذا فإن جماهير الزمالك يجب أن تفخر بالفريق المتواجد وأن تدرك الحقيقة جيدا أن الفريق حاليا جيد ولكن لايزال ينقصه الكثير ليصل لمرحلة الجودة العالية وعليها وعلى الإدارة أن تختار إما أن تستسلسم لأوهام العقدة التى لامكان لها مع المجتهدين وإما أن تنتفض وتعرف إحتياجتها جيدا وتدرك أن طريق البطل يحتاج للمزيد من العرق والجهد والكفاح ويجب أن لاتؤثر فيه بعض ترهات الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعى.
محمد أشرف_ هاى كورة
الاخبار