2025/06/16 - 1:52 مساءً

كثرة عصر البرتقالة لن يجعلها صالحة للأكل!

هاي كورة – ( جوزيب ماريا مينغيلا – الموندو ) مقال صحفي

“يعيش ريال مدريد صيفًا غير مسبوق، وسط حالة من القلق والارتباك، الفريق الذي بدا قبل عامين في قمة مجده، اعتقد البعض في العاصمة أنه سيظل مهيمنًا إلى الأبد لكن سرعان ما تبيّن أن قطار التطور لم ينتظره؛ إذ تجاوزه برشلونة من جهة، فيما سبقته العديد من الفرق الأوروبية في الجهة المقابلة، مستفيدة من نظام دوري أبطال أوروبا الجديد.

تقاعس ريال مدريد كان لافتًا، خاصة في ظل إصابات طويلة الأمد ضربت الخط الخلفي، وخط وسط بات يتّسم بالشيخوخة، وهجوم يعاني من عدم الاتساق.

الغريب أن النادي لم يسارع إلى التوقيع مع بعض النجوم الصاعدين، رغم وضوح الحاجة لكن مؤخرًا بدأ التحرك، وجلب اثنين من المدافعين – أرنولد وهويسين – في محاولة لسد الفجوات الدفاعية.

وفي خط الوسط والهجوم، يواصل النادي تعزيز صفوفه، وصول الأرجنتيني ماستانتونو يُعدّ رهانًا للمستقبل، لاعب يمتلك المهارة واللمسة الفنية.

ومع ذلك، من غير المتوقع أن يتوقف الميركاتو الملكي هنا، فلورنتينو بيريز، الغاضب من نتائج الموسم الماضي، يدرك أن الإخفاق لم يكن فقط على مستوى الألقاب، بل شمل أيضًا خسارة الاستقرار الفني، بعد رحيل أنشيلوتي الذي غادر على عجل ليبدأ مشواره مع البرازيل.

ورغم بطئه في اتخاذ القرار، إلا أن المدرب الإيطالي انطلق بسرعة قياسية عبر الأطلسي، بعد أن حطم أرقامًا ظنّ البعض أنها ستصمد طويلًا، هذا ما يحدث حين لا تفوز: تنقلب الموازين فجأة.

بالتزامن، انطلقت نسخة غريبة من كأس العالم للأندية، غاب عنها كبار مثل برشلونة، ليفربول وأرسنال، فيما حضرت أندية أقل شهرة.

البطولة التي تسوّق لها الفيفا تحت شعار “توحيد كرة القدم العالمية”، تبدو في حقيقتها وسيلة أخرى لاستنزاف اللاعبين، وسلبهم حقهم في الراحة، مقابل أرباح مالية ضخمة.

لاعبون يسافرون آلاف الكيلومترات في موسم مزدحم أصلًا، فقط ليُقال إن اللعبة باتت “عالمية”.

في النهاية، الإفراط في عصر البرتقالة يجعلها غير صالحة للأكل، دعونا نأمل ألا تلقى كرة القدم نفس المصير، لأن رياضتنا الحبيبة تستحق أفضل من ذلك.”