2025/06/09 - 10:24 مساءً

لويس إنريكي: المدرب الذي هزم كرة القدم كما نعرفها

هاي كورة (بقلم دينيس إغليسياس – SPORT)

لويس إنريكي لم يحتج يومًا إلى إرضاء أحد أو الانخراط في المجاملات الإعلامية، في زمن تسود فيه السطحية والشعارات الجاهزة، اختار المدرب الأستوري أن يسير عكس التيار.

قاد باريس سان جيرمان نحو لقب دوري الأبطال، متجاهلًا كل القواعد غير المكتوبة التي تحكم عالم كرة القدم، ومستخدمًا أدوات غير مألوفة، كالبث المباشر على “تويتش” بدل المؤتمرات الصحفية التقليدية.

نجح إنريكي، رغم توظيفه لرودري في قلب الدفاع، ورغم “تهميشه” لمبابي إعلاميًا، ورغم عدائه المعلن للصحافة التي طالما تربّحت من نقده.

وكم كان محظوظًا بلاعب مثل عثمان ديمبيلي، الذي وصل إلى برشلونة لا يعرف إن كان أيمنًا أم أعسر، قبل أن يحوله إنريكي إلى أحد أبطال اللقب.

فريقه الشاب، بروحه الجماعية ووقاحته الجميلة، قلب موازين الانتماء في كرة القدم الأوروبية.

من كان يتخيل أن نادياً دولة يمكنه إلهام هذا الشعور بالفخر والولاء، أكثر من أندية مثل ريال مدريد أو بايرن؟

جاء الجواب في باريس، حيث سهر الشارع حتى الفجر يحتفل بثورة كروية حقيقية، ويرى البعض أن فوز إنريكي بدوري الأبطال أنقذه من لقب “الفاشل” بعد خيبة قطر وخسارته أمام المغرب.

لكن الحقيقة أن فكرته عن كرة القدم لم تكن يومًا مرتبطة بنتيجة، بل بطريقة فهم اللعبة وتعامل المدرب مع لاعبيه.

هو من نوعية القادة الذين لا يفرضون أنفسهم، بل يزرعون الثقة ويمنحون الحرية.

ولأن العالم لا يحب المختلف، وُوجه بالسخرية والتشكيك، بل وصل الأمر إلى مهاجمة حياته الشخصية، حتى استخدم جمهور باريس صورة ابنته الراحلة “ثانا” لتكريمه. ورغم قسوة المشهد، جاء رد إنريكي برقيّ وإنسانية نادرة.

الآن، وبعد أن أصبح “الستريمر” بطل أوروبا، يعود خصومه إلى الوراء، يراجعون كل لحظة تمنّوا فيها فشله منذ انتقاله من ريال مدريد إلى برشلونة، لكنه فعلها بطريقته الخاصة، بحرية تامة، دون أن يبيع مبادئه أو يرضي أحدًا.

في النهاية، أثبت لويس إنريكي أن النجاح لا يأتي من كسب رضا الجماهير أو الصحافة، بل من الإيمان بأننا، جميعًا، ربما لا نفقه الكثير في كرة القدم… مهما ادعينا العكس.