هاى كورة – يتعين على المدرب الاسباني بيب جوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الاستفادة من خبراته كلاعب في صفوف برشلونة و استحضار احدى الذكريات المؤلمة و الحزينة التي عرفتها مسيرته مع النادي الكاتالوني لتفادي تكرارها مع ناديه الحالي في نهائي دوري ابطال اوروبا الذي سيجمعه بانتر ميلان .
ففي عام 1994 خسر جوارديولا مع برشلونة نهائي دوري ابطال اوروبا امام أي سي ميلان بنتيجة كبيرة بلغت اربعة اهداف نظيفة رغم ان برشلونة كان المرشح الاقوى للفوز بلقب صاحبة الاذنين خاصة مع غياب عدد من نجوم الميلان على راسهم المدافعين باريزي و كوستا كورتا للايقاف ، و السبب الرئيسي وراء تلك الخسارة كان الارهاق الشديد الذي اصاب زملاء جوارديولا بسبب الجهود البدنية المضنية التي بذلوها في الدوري الاسباني من اجل الحفاظ على لقب الليغا حيث خاضوا مباراة الجولة الاخيرة من الموسم ضد اشبيلية و فازوا عليه بخمسة اهداف لهدفين ليضمنوا التتويج خاصة ان المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف كان مجبرا على اشراك كافة اللاعبين الاساسيين للفوز بها و بنتيجة ثقيلة حيث انتهت المنافسات بتتويج برشلونة بفارق الاهداف فقط عن وصيفه لاكورونيا.
و جرت المباراة ضد اشبيلية اربعة ايام فقط قبل النهائي الاوروبي فلم يتمكن لاعبو برشلونة من استعادة طراوتهم البدنية و الذهنية عكس لاعبي الميلان الذين استفادوا من حوالي ثلاثة اسابيع راحة ايجابية استغلها المدرب فابيو كابيلو في اعادة شحن بطاريات الفريق و رفع درجة التركيز الذهني و اهم من ذلك استعادة التعطش للعب بعدما لعب الفريق اخر جولة من الدوري الايطالي في الاول مايو و عرفت اراحة اغلب اللاعبين الاساسيين و خسرها امام ريجيانا بعدما ضمن التتويج بلقب الكالتشيو قبلها بجولات و عندما واجهوا برشلونة في النهائي القاري كانوا في افضل حالاتهم .
اليوم يجد جوارديولا المدرب نفسه امام سيناريو سبق له ان مر به يتعين عليه ترتيب اوراقه جيدا لتفادي تكرار نفس النتيجة التي سجلها كلاعب ، ذلك انه سيخوض و فريقه مانشستر سيتي مواجهة قوية ضد الغريم مانشستر يونايتد في نهائي كاس الاتحاد في الثالث يونيو و بعدها بأسبوع فقط سيخوض نهائي دوري ابطال اوروبا ضد انتر ميلان في العاشر يونيو فضلا عن مباريات الدوري الانجليزي الممتاز المتبقية له و التي يتعين عليه كسبها لضمان تتويجه باللقب .
و يدرك جوارديولا ان منافسه على تاج صاحبة الاذنين انتر ميلان تختلف ظروفه عن مانشستر سيتي حتى و ان كان مطالب بخوض مواجهات قوية في الدوري الايطالي قبل ثلاث جولات عن نهاية المنافسات من اجل تامين حضوره في دوري الابطال الموسم القادم فهو مستعد للتضحية بالتأشيرة المحلية من اجل التاج الاغلى الذي يضمن له تأشيرة المشاركة كبطل .
بالتأكيد جوارديولا يتذكر جيدا ما حدث له عندما كان لاعبا في نهاية الموسم 1993-1994 و يعرف جيدا ظروفها و معطياتها و هو يمتلك من الخبرة ما يؤهله لتفادي تكرارها كما يحتكم على الادوات التي تساعده على الحفاظ على المخزون البدني و التركيز الذهني الذي يحتاجه الفريق للمبارتين فلديه دكة احتياط ثرية تضم لاعبين جاهزين و متعطشين للعب . و يتطلع جوارديولا و جميع فعاليات ناديه الى تحقيق انجاز الثلاثية من خلال التتويج بلقب الدوري و الكاس و دوري ابطال اوروبا و ما دام قد نجح في صنع الفرصة لتحقيق تطلعاته فهو غير مستعد للتخلي عن لقب من اجل الفوز بلقب اكبر فو مطالب بإعداد فريقه ليكون جاهز بدنيا و ذهنيا و تكتيكيا لخوض المباريات الخمس المتبقية من الموسم و المصيرية لتغيير تاريخ النادي .