ادرك المدرب الهولندي اريك تين هاغ المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد غداة توليه الجهاز الفني للفريق و بداية المنافسات الرسمية للدوري الانجليزي الممتاز اهمية تواجد لاعب ارتكاز صاحب اداء متميز في المباريات مما جعله يستعجل التعاقد مع البرازيلي كاسيميرو من ريال مدريد مقابل 70 مليون اورو رغم انه في الثلاثين من عمره.
و وحده المدرب الهولندي ادرك قيمة و قامة لاعب الارتكاز و دوره في خطط اليونايتد عبر التاريخ فبدونه لا يمكن تحقيق نتائج جيدة مهما كان الفريق يضم من لاعبين كبار في كافة الخطوط و المراكز .
و بدا واضحا ان تين هاغ استحضر انجازات مانشستر يونايتد في عهد المدرب الاسكتلندي السير اليكس فيرغسون و وقف على اهمية تواجد لاعب ارتكاز متميز . فطيلة حقبة التسعينيات و بداية الالفية الجديدة كان هناك الايرلندي روي كين بشخصيته القيادية و لياقته البدنية العالية و روحه القتالية الحماسية كان لها الدور الاساسي في جعل الفريق يقدم افضل ما عنده و يحقق القابا لمختلف البطولات حتى سيطر على الدوري الانجليزي الممتاز . و عندما تقدم في العمر و تراجع مستواه ثم رحل ترك فراغا جعل اليونايتد يتراجع امام منافسيه في الفترة بين 2003 و 2006 حتى تم التعاقد مع لاعب ارتكاز جديد بنفس المواصفات التي يمتاز بها كين حيث اختار فيرغسون جلب مايكل كاريك و هي صفقة كلفت النادي 27 مليون اورو في الميركاتو الصيفي للعام 2006 ببعد ثلاثة مواسم من الصيام عن التتويج لكنها صفقة اعطت ثمارها من اول موسم حيث نجح الفريق في استعادة تاج الدوري الممتاز ثلاثة مواسم على التوالي و فاز بتاج دوري ابطال اوروبا و القابا اخرى حققها في نفس المواسم الثلاثة بين 2007 و 2009 و استمر عطائه حتى تجاوز الثلاثين عاما و مع تراجعه تقهقر الفريق .
ولم يكن غريبا على مانشستر يونايتد يعرف اهمية لاعب الارتكاز ان يدفع نحو 100 مليون اورو لجلب الفرنسي بول بوغبا بعدما رأى بأنه يمتاز بنفس المواصفات التي يمتاز بها كين و كاريك غير ان الصفقة الفرنسية كانت مخيبة لأسباب متعددة جعلت الفريق يدخل مرحلة الفراغ حتى جلب كاسيميرو.
اليوم الجميع يشاهد كاسيميرو في الملعب مفتخرا بأدائه و بدوره المحوري الذي يؤديه مع مانشستر يونايتد فكان الفريق بكل نجومه القدامى و الجدد و مدربه الجديد كان بحاجة الى مستصغر الشرارة التي تشعل نيران اليونايتد و تجعله يلتهم منافسيه .