هاي كورة _ سيقود المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي فريق تشيلسي الإنجليزي بدايةً من الموسم المقبل عقب بطولة أمم أوروبا المقامة حالياً في فرنسا، التي يشارك فها مدرباً للمنتخب الإيطالي.
انتونيو كونتي كان قد تعاقد مع تشيلسي منذ شهرين على ان يقوم بممارسة عمله في النادي اللندني بدايةً من الموسم المقبل، وذلك خلفاً للمدرب البرتغالي جوزية مورينيو الذي تمت إقالته في ديسمبر الماضي وتم تعيين جوس هيدينك مؤقتاً حتى التعاقد مع كونتي.
التجربة الإيطالية بالتأكيد مع تشيلسي كانت ناجحة بكل المقاييس، دي ماتيو الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا الوحيد مع البلوز كان إيطالي، وكذلك المدرب كارلو أنشيلوتي الذي حقق الدوري والكأس مع الفريق، لذلك من المتوقع نجاح كونتي كونه إيطالي يتماشى مع إسلوب وسياسة الفريق الإنجليزي.
ولكن هُناك ثمة فارق بين كونتي ودي ماتيو وكذلك أنشيلوتي، يختلف إسلوب اللعب وكذلك شخصية المدرب، دي ماتيو وانشيلوتي لم يصلوا لجنان كونتي على خط التماس وأمام دكة اللاعبين، تحميس دائم للاعبيه وصوت عالي وجرينتا وروح إيطالية معتادة لمدرب يوفنتوس السابق.
كونتي مع البلوز سيواجه منافسة صعبة وسيدخل حرب عالمية بمعنى الكلمة مثلما قامت الصحف الإنجليزية بوصف الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، مدربين مثل جوارديولا ومورينيو وفينجر ويورجن كلوب بجانب الصفقات التي ستنضم للأندية لتعزيز صفوفهم، كل هذه الأشياء ستصعب مهمة أنتونيو ومهمة أي مدرب في هذا الدوري.
دائماً ما يعتمد كونتي على خطة 3-5-2 أو 5-3-2 بمشتقاتها، يحتفظ دائماً انتونيو بالثلاثي الدفاعي الذي لم يتغير في أنديته السابقه التي شهدت نضجه كمدرب، وهم ثلاثي يوفنتوس “كيليني وبارزلي وبونوتشي”، هذا الثلاثي الذي ربما يكون أفضل ثلاثي دفاعي في العالم من حيث التكامل والجماعية بينهم، بالتأكيد كونتي لم يستطيع جلب الثلاثي إلى تشيلسي وإنما سيكون عليه التعاقد مع لاعبين بنفس إمكانيات الثلاثي.
كونتي في اليورو يعتمد على هذه الخطة، وتفوق على بلجيكا وقدم مباراة ممتازة بالإعتماد على 3-5-2، ولكن في مباراة السويد قدم مباراة دفاعية زائدة عن اللازم، حيث لم يهاجم المنتخب السويدي طوال اللقاء ولم يكن هناك داعي للإحتفاظ بالخطة وهو يسعى للفوز، ولكنه سجل في الدقيقة الأخيرة وفاز وتصدر مجموعته ليتأهل للدور ثمن النهائي.
ولكن إذا نظرنا لمباراة أيرلندا في نهاية دور المجموعات نكتشف أن كونتي بعدم إكتمال الثلاثي بونوتشي وكيليني وبارزلي بغياب كيليني ودخول اجوبونا، ظهر دفاعه نوعاً ما اضعف مما كان عليه في مباراة بلجيكا والسويد، وبخلاف إعتماده على اللاعبين الإحتياط ولكن نوعية اللاعبين التي تتطلبهم خطة كونتي لاعبين مميزين يمتازون في هذه الخطة.
إعتماد كونتي على 3-5-2 مع يوفنتوس جعله يتسيد كرة القدم في إيطاليا، ولكن عند خروجه لأوروبا لم يقدم المستوى المنتظر من بطل إيطاليا، خسر من بايرن ميونخ في الدور ربع النهائي بثنائية ذهاباً وإياباً، وخرج من الدور الأول في مجموعة ضمت جالطة سراي وريال مدريد وكوبنهاجن، وخسر بطاقة التأهل في الدقائق الأخيرة للفريق التركي في ظروف صعبة.
كذلك في الدوري الأوروبي كونتي لم يقدم مستوى جيد مع يوفنتوس، فاز على ليون بركلات ثابته، وكذلك على فيورنتينا عن طريق بيرلو بالركلات الثابتة، وضد بنفيكا لم يستطع الإنتصار عليهم بعد الخسارة في لشبونة والتعادل سلبياً في تورينو، وخلال المباراة التي هاجمه البعض بسببها إحتفظ كونتي بخطة 3-5-2 حتى الدقيقة الأخيرة ولم يجازف هجومياً بالرغم من ان بنفيكا كان يلعب 10 لاعبين.
كونتي في الدوري الإنجليزي الممتاز سيواجه مدارس مختلفة في كرة القدم، المدارس الألمانية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والهولندية، وأكثر من مدرسة في كرة القدم وأساليب لعب مختلفة، فالإحتفاظ بـ 3-5-2 ربما ينجح وربما يفشل، ولكن في النهاية سبكون على كونتي أن يقوم بإنتداب لاعبين يجيدون اللعب بهذه الخطة التي لا يلعب بها أي فريق في الدوري الإنجليزي بالكامل.