عرفت بداية الموسم الجديد 2013-2014 ضجة كبيرة بسبب قدوم النجمان الشابان، لاعب سانتوس البرازيلي نيمار جونيور دا سيلفا صاحب الـ22 سنة، و لاعب نادي توتنهام الويزلي جاريث صاحب الـ24 عاماً، إلى برشلونة و ريال مدريد على التوالي لخوض تجربة جديدة في دوري جديد و صعب و هو الدوري الإسباني.
الآن، كل الأنظار متجهة نحوهما، الكاميرات على أهبة الإستعداد للتصوير و الأقلام متعطشة للكتابة عن الأشياء التي سيقدمانها لفريقيهما. أول نقطة يتم التركيز عليها هي مساهمتهما في التأهل إلى دوري الأبطال و في المواجهات المباشرة بين الغريمين برشلونة و ريال مدريد في الكلاسيكو. تألق نيمار دا سيلفا في أول مباراة كلاسيكو لعبها، حيث سجل الهدف الأول و صنع الثاني، و قام بعمل كبير طيلة المباراة على عكس الويزلي الذي لم يقنع المدرب فاضطر إلى استبداله بعد حين.
لكن لا تزال أمامهما مبارتا كلاسيكو، الأولى في الدوري الإسباني يوم 23 مارس و الثانية في المباراة النهائية لكأس الملك يوم 16 أبريل، و عليهما تقديم الأفضل لإخراس المشككين فيهما و المنتقدين لهما.
من المثير للاهتمام، أن نعرف أنه في السنة الأولى من تكيفهما، أن أرقام البرازيلي و الويلزي تكاد تكون متطابقة:
– شارك نيمار في 29 من أصل 43 مباراة رسمية، بدأ كأساسي في 22 مباراة، و لعب 1976 دقيقة في المجموع. سجل خلالها 12 هدفاً و 13 أسيست.
– في حين شارك بيل في 28 من أصل 41 مباراة رسمية، بدأ كأساسي في 22 مباراة و لعب 1980 دقيقة في المجموع. سجل خلالها 14 هدفا و 12 أسيست.
لا يمكن أن نذكر هذه الإحصائيات السابقة، دون التذكير بأجمل هدف سجله كل لاعب مع فريقه، هدفان رائعان للغاية تغنت بهما وسائل الإعلام لأيام و أيام.
لكن من الواضح أنهما لم يقدما بعد ما كان منتظر منهما. إنما ينبعي النظر إلى المبررات المنطقية، فقد غاب بيل عن ريال مدريد في بداية الموسم بسبب تعرضه لاصابات متوالية في العضلات. في المقابل، لم يكن نيمار قادرا على العثور على أفضل نسخة له منذ بدء عام 2014. بعد عودته من إصابة تعرض لها في الكاحل و التي أبعدته عن الملاعب لمدة شهر.
تطلب نقل نيمار و بيل مبالغ مالية طائلة، فقد دفع ريال مدريد إلى توتنهام 91 أو 101 مليون يورو على حسب ما قيل، لنقل نجمه، و دخل برشلونة في تحقيقات و قضايا تحكيمية بسبب تكلفة نقل نيمار، الذي قيل بالبداية أنها تقدر بـ 57 مليون يورو.
لنلقي نظرة على الناحية الفنية، هل يثق المدربان بالفعل في اللاعبان؟ لأننا إذا أمعنا النظر جيدا، فسنجد أن نيمار و بيل قدما للمساعدة فقط لأن كل فريق يضم لاعبا من الوزن الثقيل، الحديث هنا عن ميسي في برشلونة و رونالدو في ريال مدريد، فهل استطاع النجمان القادمان للتو تشكيل ثنائي ناجح مع ميسي و رونالدو؟
الواقع هو أن تاتا مارتينو و كارلو انشيلوتي حاولا جاهدين العثور على مكان لهما في التشكيلة الأساسية، لكن ذلك لم يكن سهلاً، لأنه سيكون على حساب لاعبين آخرين مثل أنخيل دي ماريا، سانشيز و بيدرو.
على الرغم من كل ما سبق ذكره، إلا أن الجماهير تثق كثيراً في نيمار و بيل، و تنظر الكثير منها مستقبلا. و يظهر ذلك جليا في مساندتهم لهما و الصبر عليهما إلى أن يظهرا أفضل نسخة لهما مع فريقيهما.
وفاء لغلام – هاي كورة