رغم مرور 19 نسخة من كاس العالم للأندية لا يزال التتويج بلقب هذه المسابقة حكرا على اندية اوروبا الغربية بالخصوص و امريكا الجنوبية و هو نفس السيناريو الذي تعرفه نهائيات كاس العالم للمنتخبات منذ اطلاقها عام 1930 حيث تداولت منتخبات القارتين على التتويج فنالته اوروبا 12 مرة و امريكا الجنوبية عشر مرات.
و تقاسمت اوروبا لقب مونديال الاندية مع امريكا الجنوبية فنالته 15 مرة مقابل اربع مرات لأمريكا اللاتينية ، و ذلك بعدما توج باللقب كل من ريال مدريد خمس مرات و برشلونة ثلاث و بايرن ميونخ مرتين و أي سي ميلان مرة واحدة شانه شان غريمه انتر كما ناله تشيلسي و ليفربول و مانشستر يونايتد مرة لكل فريق ، اما من جانب امريكا الجنوبية فناله كل من كورينثيانز مرتين و ساوباولو و انترناسيونالي مرة واحدة لكل فريق .
و اطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا – مسابقة مونديال الاندية عام 2000 و منح الحضور لأبطال القارات غير ان نظام البطولة يمنح اولوية و افضلية لبطلي اوروبا و امريكا الجنوبية حيث ينطلقان من الدور قبل النهائي و لو ان هذا النظام منح فرصة لأبطال بقية القارات لبلوغ المربع الذهبي من خلال تفادي مواجهة احد البطلين الكبيرين في الادوار الاولى للبطولة .
و مما يؤكد هيمنة القارتين الاوروبية و الامريكية الجنوبية على مونديال الاندية انه خلال 12 نسخة من اصل 19 كان النهائي بين ممثلي القارتين .
و لم ينجح بطل افريقيا و بطل اسيا و بطل الكونكاكاف في التتويج مكتفيا ببلوغ النهائي ست مرات ، مرتين منهم لممثل القارة السمراء بفضل مازيمبي الكونغولي عام 2010 و الرجاء البيضاوي المغربي عام 2013 و ثلاث مرات لممثل القارة الصفراء بفضل العين الاماراتي و كاشيما الياباني و الهلال السعودي ، و مرة واحدة لممثل الكونكاكاف بفضل نادي تيجريس المكسيكي .
و يحسب لممثلي القارات الثلاث نجاحهم في تعزيز حضورهم في كاس العالم للأندية من خلال الاطاحة ببطل كوبا ليبرتادوريس مرات عدة منذ فعلها نادي مازيمبي عام 2010 عندما تفوق على انتر ناسيونالي البرازيلي ، و يتعين عليهم تكثيف جهودهم من اجل الاطاحة ببطل دوري ابطال اوروبا لان الاطاحة به ستكون مفتاح التتويج بلقب مونديال الاندية رغم صعوبة المهمة بسبب تباين المستوى و الخبرة .
و يعاب على بعض الاندية مثل النادي الاهلي المصري الذي لم يستغل تكرار مشاركاته ليعزز عامل الخبرة لديه لتحسين نتائجه في كاس العالم للأندية ففشل حتى في بلوغ النهائي مكتفيا ببلوغ الدور قبل النهائي اذ ظل في كل مشاركة يخرج و يودع البطولة كلما اصطدم ببطل اوروبا او بطل امريكا اللاتينية بينما بقية الاندية غالبيتها لا تشارك الا بعد مرور سنوات عن مشاركتها السابقة .
و يجعل هذا السيناريو المتكرر في كل نسخة من مونديال الاندية صورة طبق الاصل لكاس العالم الخاصة بالمنتخبات ، فالمشاركة مضمونة لكل القارات اما التتويج فمحجوز لممثل القارتين اللتين تسيطران على المسابقة منذ تأسيسها .