تبدو نسخة قطر 2022 من نهائيات كاس العالم افضل فرصة للمنتخبين البرازيلي و الارجنتيني للمنافسة على تاج المونديال و استعادة عرش الكرة العالمية لقارة امريكا الجنوبية بعد عشرين عاما من التخلي عنه لصالح القارة الاوروبية .
و نالت البرازيل اخر القابها في دورة 2002 في اليابان و كوريا و بعدها تداول على لقب المونديال منتخبات ايطاليا و اسبانيا و المانيا و فرنسا ، بينما الارجنتين صائمة عن التتويج منذ نيلها لقبها الثاني عام 1986.
و سجل المنتخبان الغريمان نتائج جيدة في الفترة الاخيرة ، فالمنتخب الارجنتيني بقيادة هدافه ليونيل ميسي يمر باحسن حالة توهج بعدما نال لقب كوبا امريكا 2021 و اكتسح نظيره الايطالي على كاس السوبر الاورو- امريكي و اظهر جاهزيته في المباريات الاعدادية .
و بدوره منتخب السيليساو بقيادة نجمه نيمار جونيور و ترسانة من المهاجمين اكد استعداده من خلال انتصاراته الكاسحة في تصفيات امريكا الجنوبية و في الاختبارات الودية .
و بالمقابل فان المنتخبات الاوروبية سواء بطل العالم فرنسا او انجلترا وصيفة بطل اوروبا اضافة الى المانيا و اسبانيا تعاني كثيرا ، و مباريات دوري الامم الاوروبية كشفت الصعوبات التي تعاني منها قبل فترة قليلة من انطلاق المنافسات العالمية ، كما تعرض العديد من نجومها للإصابات مما زاد من تعقيد معاناتها لدرجة جعلت جماهيرها تطالب بتغيير مدربيها .
و بين تألق ممثلا امريكا الجنوبية و تراجع ممثلي القارة العجوز هناك عاملا اخر يصب في صالح الارجنتين و البرازيل و هو الارض المحايدة ، فإقامة المونديال في قطر يرفع من حظوظهما مثلما كان الحال في دورة كوريا و اليابان 2002.
و خلال عشرين عاما لعبت اربع دورات من المونديال ، ثلاثة من ادوارها النهائية كنت اوروبية خالصة ، في نسخة 2006 بين ايطاليا و فرنسا و في طبعة 2010 بين اسبانيا و هولندا ثم في دورة 2018 بين فرنسا و كرواتيا ، و هذا مؤشر كبير على علو كعب اوروبا على حساب امريكا الجنوبية التي اكتفت بحضور نهائي واحد في دورة 2014 بفضل المنتخب الارجنتيني الذي خسر التاج لصالح نظيره الالماني ، في دورة كان يفترض ان ينال لقبها احد ممثلي امريكا الجنوبية ، لتنجح بذلك القارة الاوروبية من الثأر لخسارتها مونديال 1958 الذي اقيم على ارضها في السويد بعدما نالت لقبه البرازيل .
و لا تزال المنتخبات الاوروبية تتفوق على المنتخبات الامريكية الجنوبية في رصيد القاب المونديال ب12 لقب مقابل تسعة القاب .
و نالت اوروبا القالبها بفضل منتخبات المانيا و ايطاليا و فرنسا و انجلترا و اسبانيا بينما نالت امريكا الجنوبية القابها التسعة بفضل البرازيل و الارجنتين و اوروغواي .