“ريال مدريد بين الإصابات والتحديات: تحول في استراتيجيته في سوق الانتقالات الشتوي”
هاي كورة: يعيش ريال مدريد فترة عصيبة بعد سلسلة من الإصابات المؤثرة التي أضعفت دفاعاته، ما دفع إدارة النادي إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها لسوق الانتقالات الشتوي القادم.
الإصابات التي تعرض لها المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو، بالإضافة إلى غياب داني كارباخال الطويل، جعلت الخط الخلفي للفريق يواجه تحديات كبيرة.
ورغم أن النادي يملك الوقت حتى يناير لاتخاذ القرار النهائي، إلا أن الظروف الحالية تفرض عليه البحث عن حلول بديلة.
وبدأت أزمة ريال مدريد مع إصابة ميليتاو بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي في ركبته اليمنى، مما يعقد موقف الفريق الدفاعي.
فهذه الإصابة، التي تعد الثانية من نوعها في نفس الرباط، تشمل التأثير على الغضاريف، مما يعنى أن ميليتاو قد يغيب طويلاً عن الملاعب.
وفي الوقت نفسه، يعاني الفريق من غياب كارباخال طوال الموسم بسبب إصابة خطيرة في الركبة، مما جعل دفاع ريال مدريد في مأزق حقيقي، وأجبر المدير الفني كارلو أنشيلوتي على البحث عن حلول أخرى.
وكانت خطة ريال مدريد في بداية الموسم تعتمد على تعزيز الدفاع بلاعبين مثل ليني يورو، الذي كان الخيار المثالي لتعويض رحيل ناتشو فرنانديز.
إلا أن الشاب الفرنسي اختار الانتقال إلى مانشستر يونايتد، وهو ما دفع النادي للجوء إلى خيسوس فاليخو، الذي عاد بعد موسم إعارة فاشل.
ومع ذلك، لم يتمكن فاليخو من تقديم الأداء المطلوب، خاصة في المباراة ضد ألافيس، حيث كانت هناك أخطاء دفاعية جسيمة ساهمت في زيادة الضغط على الفريق.
ومنذ ذلك الحين، فضل أنشيلوتي الاعتماد على لاعبين آخرين مثل راول أسينسيو، الذي بدأ يظهر في التشكيلة الأساسية.
وخلال الوقت الحالي، يملك أنشيلوتي خيارًا واحدًا فقط في قلب الدفاع، وهو أنطونيو روديجر.
أما ميليتاو فقد تم استبعاده من حسابات الموسم بسبب إصابته، ولا يبدو أن فاليخو سيكون خيارًا موثوقًا في المستقبل القريب.
وينتظر المدرب الإيطالي عودة ديفيد ألابا، الذي لم يشارك مع الفريق منذ ديسمبر 2023 بسبب إصابة مشابهة في الرباط الصليبي، ما يثير الكثير من التساؤلات حول حالته البدنية ومستوى لياقته عند العودة.
وبالفعل بدأ أنشيلوتي في التفكير في خيارات أخرى مثل تحويل أوريلين تشواميني، لاعب خط الوسط، إلى قلب دفاع أو استغلال فيرلاند ميندي في بعض المباريات.
كما يولي المدرب اهتمامًا خاصًا بالشاب خوان مارتينيز، لاعب الأكاديمية الذي يعاني بدوره من إصابة في الرباط الصليبي.
وهناك أمل في عودة ياكوبو رامون، الذي يمر بمرحلة تعافي حاليًا من إصابة في الركبة، ما دفع أسينسيو إلى الظهور بشكل أكبر في الفريق الأول.
وتستمر المصاعب في الجهة اليمنى من الدفاع، حيث لا يوجد لاعب آخر يمكن أن يعوض غياب كارباخال بعد إصابته الخطيرة، بينما يعاني لوكاس فازكيز من مشاكل عضلية بسبب ضغط المباريات المستمر.
وكان الخيار الأول للمدرب الإيطالي هو تجربة فيدي فالفيردي كظهير أيمن، وهو خيار لم يكن يبدو في البداية مثاليًا ولكن أصبح ضروريًا في ظل الظروف الراهنة.
وعندما أصيب كارباخال، بدا أن ريال مدريد قد أوقف خطط التعاقدات في سوق الانتقالات الشتوي، حيث كانت إدارة النادي تعتقد أنه لا حاجة ملحة للتعاقد مع لاعب جديد، خاصة في ظل صعوبة العثور على لاعبين بمستوى ريال مدريد في هذا التوقيت.
ولكن مع مرور الوقت وظهور إصابة ميليتاو الخطيرة، تغير الوضع تمامًا. “إلا إذا حدث شيء استثنائي”، هكذا كان تعليق الإدارة العليا للنادي في بداية أكتوبر، ولكن مع تطور الأمور، أصبح هذا الشرط هو الحقيقة التي يواجهها الفريق.
والآن، يبحث ريال مدريد في خيارات عدة لتعزيز دفاعه، مع التركيز على لاعبين مثل آيمريك لابورت، المدافع الفرنسي الذي يتقاضى راتبًا مرتفعًا في السعودية، ويرغب في العودة إلى الدوريات الأوروبية الكبرى، وكذلك الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد، الذي ينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم.
وإلى جانب هؤلاء، تظل هناك أسماء أخرى أقل شهرة قد تشكل خيارات محتملة في يناير.
وبالنهاية، اعترف أنشيلوتي بأنه لا يوجد شيء يمكن فعله في الوقت الحالي. “حتى فترة التوقف في عيد الميلاد لدينا مباريات مع اللاعبين الذين لدينا، وبعد ذلك، سنقيم ما يمكننا فعله في يناير”، قال أنشيلوتي، معترفًا بأن سوق الانتقالات الشتوي قد يكون الفرصة الوحيدة لتعديل الخطط وتعويض النواقص الدفاعية التي ظهرت بشكل جلي في الفترة الأخيرة.