يدور فى خاطرى وأنا أكتب تلك الأسطر الملايين من الأفكار وسأحاول تنظيمها فى عدة أسطر لعلى أستطيع أن أوصل الفكرة الرئيسية التى تدور فى عقلى حاليا.
عندما بدأت رائحة صفقة نيمار تفوح فى الصحافة الأسبانية لا أدرى لماذا تذكرت الفضيحة التاريخية المسماة فى التاريخ السياسى الأمريكى ب(ووتر جيت) والتى عقبت بنهايتها إستقالة الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون ورحيل 49 عضوا جمهوريا من الحزب الجمهورى من مجلس النواب وخمسة من الكونجرس فى أكبر فضيحة تورط بها الحزب الجمهورى والتى أثرت على شعبيته لفترة كبيرة فى العالم وصعد بعدها الحزب الديموقراطى ولازال حتى الآن يعانى بسببها الجمهوريون فى أمريكا لذا أسميت المشكلة الأخيرة فى قضية نيمار ب(نيمار جيت).
ولن أتحدث فى تفاصيل القضية التى تمثل حتى الآن لغزا كبيرا وإزداد هذا الغموض بعد إصرار روسيل على أن صفقة نيمار ب57 مليون يورو وليست ب95 مليون كما قدرتها الصحف المدريدية وأن هذه الإشاعات ماهى إلا غيرة من المنافسين لإشعال الحرائق فى كتالونيا كما وصفها الرئيس المستقيل من برشلونة ولكنة سأحاول أن أسمح لخيالى المليء بالعديد من الإرهاصات لربط ماحدث بالسياسة.
الصراع الدائر حاليا بين ريال مدريد وبرشلونة لم يعد صراعا بين ناديين متنافسين يمتلكا القاعدة الشعبية الأولى فى العالم أو صراع بين كبيرين يتقاتلان من أجل الظفر بالألقاب بل أن الصراع صار سياسيا وإقتصاديا لأبعد مدى وإذا عدنا لذاكرة التاريخ فى 2000 عندما وجه ريال مدريد لبرشلونة ضربة قوية عندما تعاقد مع لويس فيجو ب60 مليون يورو لتصاب جماهير برشلونة بصدمة قوية وحينها هلل الإعلام المدريدى ورئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بالصفقة وإعتبروها القشة التى ستقصم ظهر برشلونة والتى بالفعل ألقت بظلالها على الكتلان لمدة أربعة مواسم بعدها ولم يستفيق برشلونة من هول الصدمه إلا بعد أن تولى خوان لابورتا رئاسة برشلونة الذى أعاد البيت الكتالونى وبدأ يستعمل السلاح الذى إستعمله ريال مدريد بخطف الصفقات منه وبث الفتنه داخل الفريق وتقوية الإعلام الكتالونى حيث قام لابورتا بالتعاقد مع رونالدينهو وإيتو ليضرب إستقرار ريال مدريد ويجعل الإعلام الكتالونى يشكك فى مشروع الجلاكتيكوس المدريدى وفى نهاية المطاف رحل بيريز عن ريال مدريد وإستمر الصراع وإن كان برشلونة منذ أن تولى لابورتا وهو متفوق بمراحل عن ريال مدريد فمنذ أن تولى لابورتا رئاسة برشلونة حتى الآن فبرشلونة حقق ثلاثة ألقاب فى دورى أبطال أوروبا ولم يحقق ريال مدريد أى لقب بينما حقق برشلونة ستة ألقاب لليجا بينما حقق ريال مدريد أربعة ألقاب لليجا وحاول ريال مدريد رد الصاع لبرشلونة عن طريق الترويج لمخالفات مالية وأخلاقية للابورتا إنتهت برحيل لابورتا عن النادى وظهور روسيل نائبة لتولى مقاليد الحكم فى البيت الكتالونى الذى حاول إمتصاص الأزمة المالية التى خلفها نظام لابورتا عن طريق التقشف وعدم شراء أكثر من نجم أو نجمين فى العام وبيع أى لاعب لايحتاجه المدرب الموجود فى برشلونة مقابل مبالغ مالية لتقليل الديون المتراكمة على النادى من حقبة لابورتا ونجح لحد بعيد رياضيا وماليا إلى أن إستطاع أن يهزم كبرياء فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد وينتزع منه الصفقة التى حلم بها كثيرا وهى نيمار دا سيلفا مقابل 57 مليون يورو كما أعلن عنها الموقع الرسمى لبرشلونة وسط دهشة من بيريز نفسه الذى أقسم على إنه عرض أكثر من هذا المبلغ بكثير على سانتوس وكشف عن أن هناك أمور غير رياضية قد حسمت الصفقة ولكن ماتت هذه الكلمات فى خضم صخب تلك الصفقة وفل ظل الشو الرهيب الذى أحاظ بريال مدريد فى تعاقده مع جاريث بيل.
وأثار تهكم الصحف الكتالونية من سعر جاريث بيل ومقارنتها بسعر نيمار حفيظة الصحف المدريدية التى بدأت تروج لأن صفقة نيمار باهظة مثل بيل وأن هناك عمولات وسمسرة وقضايا قد تمس مسئولين كبار فى برشلونة وإستمرت الفضائح والتقارير الصحفية إلى أن إزدادت وتيرتها فى الأسبوع الأخير عندما بدأت الصحف الكتالونية نفسها تتحدث وبدأ أعضاء النادى الكتالونى المستائين من سياسة روسيل يتحدثون إلى أن وصل الأمر للنيابة الأسبانية التى بدأت التحقيق وفى وسط هذا الرخم الإعلامى المثير شعر روسيل أنه يجب أن يتنحى من رئاسة برشلونة كما تنحى ريتشارد نيكسون من رئاسة أمريكا فى أغسطس 1974 وفضل أن يواجه التحقيقات ويبعد برشلونة عن هذا الجدل الكبير الذى قد يضر بمستقبل برشلونة الذى هو فى خطر الآن مابين نار المنافسة فى الليجا بين عملاقى مدريد ريال وأتلتيكو مدريد ومابين القلق الشديد من مانشستر سيتى الذى بات ثعبانا كبيرا يضربا لجميع بالنتائج الكبيرة فى بريطانيا وحتى العملاق البافارى بايرن ميونيخ لم يسلم من لدغاته وأتوقع أن الصراع بين ريال مدريد وبرشلونة سيتواصل فكل خصم يريد توجيه الضربات تلو الأخرى لخصمه وهناك انباء عن إنه فى حال تأكيد وجود سمسرة وعمولات فى صفقة نيمار قد يتم إبعاد برشلونة عن دورى أبطال أوروبا لموسمين متتاليين وخصم العديد من النقاط عن البلوجرانا مما قد تشكل مصيرا أسود للفريق الكتالونى وتكون أشبه بضربة قوية مثل التى تعرض لها الإتحاد السوفيتى فى نهاية الحرب الباردة فى بداية التسعينيات من المعسكر الأمريكى عندما تفكك وصار دويلات هشة وإحتاج وقتا كبيرا لكى تعود روسيا لوضعها الطبيعى .
ولاتندهش عزيزى القارىء عندما خرجت الصحافة الكتالونية تؤكد ان صفقة جاريث بيل شابها فساد مالى وأن الصفقة تكلفت 265 مليون يورو وليس 91 مليون كما أعلن ريال مدريد عبر موقعه الإلكترونى فهو جزءا من اللعبة وهو جزء من الصراع التاريخى بين عاصمة إستحوذت على إهتمام الجميع فى أسبانيا وبين مقاطعه ترفض أن تستكين للعاصمة وتشعر دائما بأنها القلب النابض لأسبانيا.
والسؤال الذى يدور فى مخيلتى هل يكون سيناريو الإتحاد السوفيتى هو السيناريو المقبل الذى سيواجهه العملاق الكتالونى وهل تكون فضيحة (نيمار جيت) هى القشة التى ستقسم ظهر برشلونة أم ستكون جولة جديدة من الحرب بين المعسكر المدريدى والمعسكر الكتالونى؟
محمد أشرف _هاى كورة