المعلق التونسى الشهير عصام الشوالى له رصيد كبير فى قلوب عشاق كرة القدم العربية فمعظم العشاق إرتبطوا معه بلحظات من الصخب والإثارة فى معظم البطولات الكبرى وقد إستطاع طوال مسيرته الكروية أن يقدم إسلوبا فريدا فى التعليق حتى أصبح من أيقونات التعليق العربى فى العصر الحديث.
المعلق التونسى وهو يعلق على قمة البرازيل وكولومبيا فى الجولة الثانية من المجموعة الثانية لكوبا أميركا لقنوات البين سبورت ظل يتسائل مالذى أصاب البرازيل ولماذا تحولت البرازيل من بلاد الثراء الكروى فى المواهب لدولة فقيرة لم تعد تخرج للعالم الجواهر والأحجار الكريمة.
هاى كورة فى تقرير سابق تنبأ بهذا السيناريو الذى سيحدث فى قادم المواعيد على الرغم من أن الكثيرون تعرض للخداع من نقطة أن البرازيل لم تخسر فى عهد دونجا فى 11 مباراة متتالية لكن كل هذه المباريات كانت ودية ولم يكن هناك وجود لتشكيلة ثابته أو لفريق قوى الشبح البرازيلى الذى لايهابه الكبار !
البرازيل منذ نهاية جيل كافو رونالدو وأدريانو وكاكا وروبيرتو كارلوس لم يعد فريقا مقنعا وظل يتراجع فى المستوى ومن أكثر الأسباب التى أضرت بكرى القدم البرازيلية هو أن الدورى البرازيلى بات دورى غنى لقوة الإقتصاد البرازيلى فكل فرق البرازيل أصبحت تمتلك رصيد هائل فى البنوك مما جعل اللاعب البرازيلى لايريد الإحتراف الخارجى فكل الأمور متواجده فى ناديه ولن يتحصل فى الخارج على أكثر مما يحصل عليه فى البرازيل مما أدى لغياب الطموح وقلة عدد النجوم الكبيرة فى الملاعب الأوروبية وبالتالى بدأت تحدث فجوة فى الجانب الخططى والبدنى بين اللاعب البرازيلى واللاعب الأوروبى وبدأ طموح اللاعب البرازيلى نفسه يتضائل فبعد أن كان عنصرا ثابتا فى جوائز أفضل لاعب فى العالم وأوروبا صار أقصى طموحاته الفوز بالدورى البرازيلى والمنافسة بقوة على كوبا ليبارتدوريس.
ومازاد الهوة بينه وبين الأوروبيين وقلل الفارق بينه وبين فرق أمريكا اللاتينية عدم وجود مدربين أكفاء يستطيعون بالحنكة أن يعدلوا هذه الجوانب السلبية ومع بقاء النجوم البرازيليين فى البرازيل فإن الانظار تحولت لنجوم من شيلى وكولومبيا وأوجواى وبالطبع الأرجنتين مما أدى لتفوق تلك الفرق فأصبحت تشكيلات هذه الفرق تمتلك مالاتمتلكه البرازيل من لاعبين محترفين من لاعبين لديهم تفوق خططى وبالطبع مع وجود مدربين محنكين فى تلك الفرق فإن الفوارق تلاشت بين البرازيل بتاريخها الكبير وبين تلك المنتخبات بل إنتقل التفوق الفنى لهذه المنتخبات .
ومع زيادة الطلب على نجوم من نوعية ميسى ورونالدو الذين يمتلكون السرعة الفائقة والقدرة على المراوغة وهم ليسوا بصناع لعب أو حتى مهاجمين كلاسيكين فإن الشباب البرازيلى بات يريد أن يلعب فى مكان رونالدو وميسى فقدت البرازيل النوعية المميزة من اللاعبين فى منطقة وسط الملعب وحتى فى مركز المهاجم الكلاسيكى وهذا أفقد البرازيل الهوية التاريخية فالبرازيل التى أنجبت بيليه ورونالدو وروماريو وأدريانو وأنجبت ريفالدو وزيكو وسقراطيس لم تجد اللاعبين الذين يتفوقون فى هذه الأماكن وحتى النجم المميز فى التشكيلة الحالية نيمار دا سيلفا لاعب من نوعية ميسى ورونالدو الذى ينطلق من الأطراف ويتوغل ويسدد وحتى عندما يلعب مع البرازيل فى مركز المهاجم الكلاسيكى يصاب بالتوتر والقلق ويفقد أهم أسلجته الفنية وهذا ماجعله يظهر متوترا مثل الثور الهائج ضد كولومبيا مما أفقده أعصابه وتعرض للطرد ونادرا ماشاهدنا نيمار بهذه العصبية.
البرازيل الآن فى مفترق طرق ويجب عليها إعادة النظر فى الإستراتيجية الكروية وإذا أرادت أن تنهض من كبوتها عليها أن تحبب نجومها الصغار على الإحتراف عليها بتحبيب الشبان فى طريقة اللعب البرازيلية الجميلة فى التسلم والإستلام من أجل إعادة الهوية البرازيلية حتى لاتصبح مسخا مشوها من تجارب أخرى.
محمد أشرف_ هاى كورة