
هاي كورة – مقال للصحفي سانتي نولا – الموندو
” قضية نيغريرا تحولت إلى صراع روايات أكثر من كونها جريمة مثبتة، إذ يؤكد برشلونة أنه لم يشترِ الحكام وتوقف عن التعامل مع نيغريرا منذ 2018.
وفي المقابل، استغل ريال مدريد القضية لتعزيز خطابه حول التحكيم رغم أن تاريخه يُظهر استفادته الأكبر من القرارات المثيرة للجدل.”
منذ ظهور ما يُعرف بـ”قضية نيغريرا”، تغيّرت توصيفات الاتهام أكثر من مرة. فبدايةً وُصفت بأنها رشوة، لكن سرعان ما تم التراجع عن ذلك باعتبار أنّ الحكام ليسوا موظفين عموميين. لاحقًا أُعيد تصنيفها كقضية فساد رياضي، رغم أنّ برشلونة لم يشترِ الحكام أبدًا، بل استعان بتقارير فنية كانت تقدمها شركة نيجريرا.
كل مرة يظهر تعريف جديد للاتهامات، لأنّ الروايات السابقة لا تصمد. ويشير متابعون إلى أنّ القضية باتت لعبة رواية أكثر منها قضية قانونية حقيقية، وأنّ هناك من لا يتقبل غياب دليل على ارتكاب جريمة، فيحرك الرأي العام بأدوات إعلامية.
من الطبيعي أن يثير دخول ريال مدريد كمدعٍ خاص في القضية الكثير من الجدل. فبرشلونة يرى أنّ لا وجود لجريمة أساسًا، بينما استغل غريمه التقليدي اللحظة لتقديم نفسه كطرف مدافع عن “نظافة اللعبة”.
تاريخ كرة القدم الإسبانية يروي قصة أخرى: فلطالما اعتُبر ريال مدريد النادي الأكثر استفادة من التحكيم. صيحة “هكذا، هكذا، هكذا يفوز مدريد” لم تُولد في كتالونيا، بل في خيخون عام 1979. وعلى مر العقود، كان برشلونة يشعر أنه يحتاج إلى أن يكون متفوقًا بشكل واضح كي يفوز، لأنه في الحالات المتوازنة غالبًا ما تبتسم القرارات لمصلحة غريمه الأبيض.
برشلونة توقف عن دفع الأموال لشركة نيغريرا منذ عام 2018، أي قبل ست سنوات من تصاعد الحملة. في المقابل، صعّد ريال مدريد في السنوات الأخيرة خطابه ضد التحكيم، مستثمرًا في القضية لتعزيز روايته الخاصة.
المفارقة أنّ برشلونة احتاج في تاريخه إلى أفضل فريق في العالم — ميسي، تشافي، إنييستا وجيل ذهبي لا يُنسى — كي يفرض نفسه. لقد كانت قصة نجاح نظيفة، حتى وإن اعترف البعض بأنّ كل الكبار قد استفادوا من قرارات تحكيمية في لحظات ما، لكن الفارق أن الريال استفاد بشكل مضاعف وممنهج عبر التاريخ.”