
هاي كورة (رأي خاص بالصحفي خوان خيمينيز – As)
ما يحدث مع مارك أندريه تير شتيغن في برشلونة لم يعد مجرد قصة جانبية.
القضية باتت متشابكة ومزعجة، لا لفليك وحده، بل للنادي بأكمله.
الأمر لا يقتصر على حارس مرمى يمر بأزمة، بل على قائد للفريق، فقدَ انسجامه مع مدربه وإدارته، وأصبح عنصرًا مُربكًا داخل المجموعة.
في البداية، بدا أن الحارس الألماني كان يسعى لحلم شخصي: أن يكون الحارس الأول لمنتخب بلاده في بطولة كبرى، وهو ما لم يتحقق له بسبب سطوة مانويل نوير.
ظن النادي أن التعاقد مع خوان غارسيا وتجديد عقد تشيزني سيشكلان رسالة واضحة تدفعه للرحيل بحثًا عن فرصة في المونديال، لكنّهم أخطأوا التقدير.
تير شتيغن، المحبط من نهاية الموسم الماضي، بدأ في خلق مسافة مع فليك، الذي استُفز من ضغط اللاعب وقرر إشراك تشيزني في مباريات كبرى، وكذلك مع النادي، حين رفض الظهور الإعلامي بعد الفوز بالدوري، ليُعاقب بعدم المشاركة في ختام الموسم ضد بلباو.
ثم جاءت مفاجأة أخرى: مشاكل في الظهر تجاهلها خلال العطلة، وانتهت به إلى غرفة العمليات، ليعلن من تلقاء نفسه غيابه ثلاثة أشهر، وهو قرار أربك الإدارة، لأنه يمنعهم من الاستفادة من جزء من راتبه لصرفه على تعاقدات أخرى.
لكن جوهر القصة يكمن في شارة القيادة، كيف يمكن لفريق بحجم برشلونة أن يكون قائده في حالة قطيعة مع المدرب والإدارة؟
زملاؤه، لأسباب مفهومة، رفضوا التشكيك في قيادته خلال الجولة الآسيوية، لكن الحقيقة واضحة: فليك، الذي بنى نجاحه السابق على الشفافية، يبدو عاجزًا اليوم عن اتخاذ قرار واضح.
الكرة الآن في ملعبه، وربما عليه أن يواجه القرار الصعب: إما انتزاع الشارة من تير شتيغن، أو انتظار انفجار محتوم داخل غرفة الملابس.
هذه ليست قضية حارس فقط… بل أزمة قيادة وهوية في قلب برشلونة.