
هاي كورة ( تقرير خاص بالصحفي إيفان سان أنتوني )
عودة ليونيل ميسي المحتملة إلى برشلونة لن تكون مجرد ذكرى أو حنين للماضي ولا حتى لأسباب رياضية ، لكنها ستكون قبل أي شيء قرار استراتيجي ذات تأثير اقتصادي فوري قادر على إحياء قطاعات كاملة داخل النادي ، وإعادة البرسا لصدارة صناعة كرة القدم العالمية .
النادي الآن بحاجة إلى قفزة نوعية لمجاراة كبارا أوروبا ، وحتى تلك اللحظة لا يزال ليونيل ميسي أقوى الأصول الرياضية التجارية على وجه الأرض .
ونتذكر من الماضي فكرة أساسية : قبل رحيل ميسي كان يساهم تقريبًا في ثلث إيرادات النادي ، وبعد رحيله توقف البرسا عن جني ما بين 200 إلى 250 مليون يورو في العام ، ووفقًا للتحليل التاريخي الذي نشره مارك سيريا في عام 2021 عبر صحيفة سبورت .
ولكن ليس الماضي هو المهم الأهم هو ما يعنيه قدوم ميسي من جديد ، حيث يعترف الاقتصادي نفسه بأن الرقم السابق لم يعد دقيقًا حيث قال : ” إذا اضفنا تأثيره كبطل للعالم والزيادة في رعاته ، فنحن نتحدث عن أثر حقيقي لم يعد 600 مليون يورو خلال أربع سنوات بل أقرب إلى 800 مليون يورو “.
وهذا الرقم يكفي لفهم حجم الإمكانات التي يحملها رجوعه ، لأن عودة ميسي سوف تحدث زلزال حقيقي في السوق .
وصف سيريا ذلك بمقارنة لا تحتاج إلى شرح : ” عندما يرحل أسطورة ويفترض أنه لا يعود فإن عودته تخلق دخل مضاعف بفضل تأثيره المفاجئ “.
ويمتلك برشلونة اليوم بنى تجارية متطورة لم تكن موجودة في 2021 ، أبرزها المنصة الرقمية العالمية وشركة BLM ، التي باتت قادرة على إطلاق مشروع يشبه نموذج ” جوردان نايكي ” ولكن بهوية كتالونية، مستفيدًا من رمزية ميسي .
وجود ميسي سيحوّل المنظومة الاقتصادية للنادي ، فالمبيعات الرقمية سترتفع ، والمنتجات الحصرية ستصبح أكثر قيمة ، ويمكن للنادي استغلال علاقة ميسي ببرشلونة لخلق مصادر دخل جديدة تحوّلت سابقًا إلى فرصة ضائعة .
أما على مستوى التذاكر ، فعودة الأرجنتيني ، حتى لو كانت لمدة محدودة ، سترفع عائدات المبيعات بنحو 30% دون زيادة الأسعار ، بفضل الطلب العالمي وازدهار السياحة الرياضية مع افتتاح كامب نو الجديد .
وعن ملف الرعاة ، ستسعى العلامات التجارية الكبرى للعودة إلى برشلونة بسبب وجود ميسي ، ما قد يرفع تقييم النادي بنسبة 15% إلى 20% حتى دون التتويج بالألقاب .
هذا كله سيغلق الحلقة التي بدأت برحيل ميسي عام 2021 ، حين تكبد النادي ضربة اقتصادية كبيرة .
عودة ميسي اليوم ستكون خطوة استراتيجية تعيد برشلونة لموقعه الطبيعي بين كبار أوروبا .









