• FaceBook
  • Twitter
  • rss

تابعنا على تويتر

ليفربول ومانشستر سيتي.. هل يمكن أن تخسر المباراة قبل أن تخسرها بالفعل؟

هاي كورة_ باتت مباريات ليفربول ضد مانشستر سيتي في الفترة الأخيرة هي الأمتع في العالم، الأمر يعود أولًا للثياب المختلفة في التفاصيل التكتيكية التي يرتديها كل مدرب من الإثنين، مع الحفاظ على الهيكل العام للمنظومة، ويعود ثانيًا لقوة المدربين أنفسهما وقوة الفريقين، كل ذلك يجبر كلا المدربين على تقديم منافسة ملحمية كتلك.

القوي، والقوي العنيد؛

رغم كل ذلك، إستطاع كلوب أن يفرض سيطرته على بيب جوارديولا، ليس فقط عبر المباراة، ولكن عمومًا بهدم مصطلح إسمه “الشبح” المتمثل في مانشستر سيتي ذهنيًا، ذلك هو السبب الأول الذي أفقد ليفربول 8 نقاط بعدما كان متصدرًا بنفس العدد ضد مانشستر سيتي. بالتأكيد لم ينتهي كل شئ، ولكن إجتاز كلوب الحاجز الرئيسي في الفوز بالدوري ضد بيب جوارديولا.

تحول يورجن كلوب من مجرد مدرب قوي لمدرب كُفئ، يعرف جيدًا طرق الفوز ضد كل الخصوم، والكفاءة هنا لا تُعني فقط أنه يغير في التفاصيل ووضعيات اللاعبين كعرائس الماريونيت، بل لأنه حول لاعبيه إلى لاعبين أنضج وليس أقوى، مثلًا، أصبح مهاجميه يعرفون جيدًا كيف يتحركون خلال أنصاف المساحات وخلف المدافعين بذكاء، هذا بالنسبة للجانب التكتيكي، وبالنسبة للعامل الذهني أصبحوا أقوى مما سبق، هذا العامل نتيجته العامل الأول، وهذا بسبب كلوب أيضًا، مشكلة ماني وصلاح في بداية الموسم وفي الموسم الماضي توضح مدى قوة العامل النفسي والذهني الذي يعتمد عليه كلوب في كيفية تحويل المشاكل لعوامل قوى للفريق.

على الناحية الأخرى، وعلى الرغم أن السيتي قدم مباراة جيدة، بيب جوارديولا القوي العنيد أصبح القوي ولكن العنيد جدًا، ليس فقط لتمسكه بمبادءه ضد جميع الفرق، بل لأنه يرى أنه لا يوجد فرق بين الجميع على أرضية الميدان إذا فرض سيطرته ضدهم؛ التمسك بالمبادئ لا يتنافى أبدًا مع تغيير بعض ملامح التفاصيل إذا وجب ذلك ضد خصوم كليفربول كلوب، وتحديدًا في آنفيلد.

يتحدث جوزيه مورينيو لشبكة Sky Sports ويقول: “دعونا ننسى آخر مرة لعبت فيها هناك (في آنفيلد) لأنني خسرت 3-1 وتمت إقالتي، لكن في كل مرة لعبت فيها ضد ليفربول وكان لديّ فريق لم يكن جيدًا مثلهم، كنت دائما قلقًا بشأن المسافات بين مدافعيّ الأربعة.

عندما يلعب الفريق كما يفعلون في العادة، مع سقوط فيرمينو بين الخطوط، وعندما يريد صلاح وماني الدخول بين الثغرات، عليك أن تلعب أكثر من أي وقت مضى بمسافات ضيفة للغاية بين المدافعين الأربعة”.

لا يقصد مورينيو أن يكون خصم ليفربول بعقلية دفاعية فقط، بل أن يغلق منافذ القوة ولو بشكل جزئي مع فرض الأسلوب المُعتاد. يكفي قول أنه سجل ليفربول هدفين ضد السيتي من داخل المنطقة؛ واحد بين وولكر و ستونز، وواحد بين أنخلينو وفرناندينيو.

فرض كلوب ضغطه منذ البداية على بيب أثناء بناء الأخير للهجمة؛ عندما تكون الكرة في حوذة ستونز يتحرك فيرمينو على اليسار قليلًا مع ماني لغلق زوايا التمرير على ستونز، مع تحرك نصف الملعب أيضًا لمحاولة قطع الكرة إذا تم تمريرها من عناصر السيتي في المنتصف، فيتحرك جاندوجان لرودري لصناعة ثنائية قادرة على التمرير والإفتكاك معًا في مناطق السيتي، لذا كان معدل قطع الكرة في نصف ملعب السيتي من عناصر ليفربول أكبر من قطعها في مناطق السيتي.

في ذلك الحين، إعتمد كلوب على فان دايك كناطحة سحاب تقابل الكرات العالية والثانية على القائم الأول لليفربول، وإعتمد على روبيرتسون وأرنولد كعناصر تمرر الكرة للداخل، خصوصًا لفينالدوم وفابينيو، ذلك لأنه أثناء ضغط جوارديولا على كلوب جعل لاعبيه لا يضغطون على دفاع الليفر من العمق عموديًا وإنما عرضيًا ليشمل الأظهرة أيضًا، ذلك بالنسبة لخط الضغط الأول للسيتي،

أما بالنسبة لخط الضغط الثاني في الوسط، فحاول جاندوجان و دي بروين الضغط على فابينيو، وحتى خط الضغط الأول بأجويرو وبيرناردو حاولوا قطع الكرة من فابينيو، لكنه إستطاع الخروج بالكرة وإستغلال مساحات السيتي المتولدة نتيجة لذلك الضغط بالتحولات الهجومية لليفر.

بالرغم من التحولات الهجومية تلك لفريق ليفربول والتي هي مصدر القوة للمدرب الألماني في الأساس، لم يحاول بيب جوارديولا تغيير الهيكل الإستراتيجي ولو بشكل جزئي، فقط أعطى بيب تعليماته لوولكر بتقدمه مع بيرناردو كي يأخذ دي بروين مساحته في العمق في ربط الخطوط، والنتيجة أنه لا توجد مفاجأة، هدف ثالث لليفر!

عُذر أقبح من ذنب؛

بالرغم من تحويل لعب السيتي بشكل كامل على اليسار ناحية سترلينج، إعتمد المدرب الأسباني على أنخلينو كلاعب مساند للكثافة على اليسار، بتنشيط لاعب شاب لجبهة كاملة بمفرده في حين أنني لا أرى أي مبرر باللعب بأنجلينو في مباراة كتلك ضد خصم كليفربول في آنفيلد. الرد بديهيًا جاء من كلوب بسقوط ماني على اليسار ناحية آنخلينو ونزول ميلنر وجعل صلاح وحده في الأمام وفيرمينو عنصر متحرك في التحولات.

تنشيط كلا الجبهتين كان يتطلب اللعب من البداية بكانسيلو وولكر، مع مواجهة كانسيلو لآرنولد على اليسار لأنه أضعف من روبيرتسون دفاعيًا، أما بالنسبة للجبهة اليُمنى فيتواجد رياض محرز، اللاعب الذي ساهم في تسجيل 10 أهداف في 9 مباريات، كان من المفترض أن يلعب في الشوط الثاني بدلًا من جاندوجان، وإعادة بيرناردو للوسط مع دي بروين لتنشيط التمرير والإستحواذ بشكل إيجابي، مع الدفاع المُحكَم بهما أيضًا لمردودهما البدني في قطع الكرة على الدائرة.




جميع الحقوق محفوظة لـ هاي كورة © 2024