هاي كورة _ يمر بيب جوارديولا بفترة صعبة للغاية، قد تكون الأصعب في مسيرته التدريبية، التي إقتربت من النهاية حسب ما صرح عقب الفوز على بيرنلي.
منذ وصوله إلى ملعب الإتحاد والجميع يتربص للفيلسوف في كل مباراة، إنتصارات متتالية في البداية، ثم تذبذب مستوى ونتائج مخيبة، بعد التعادل مع سيلتك ورباعية برشلونة في كامب نو بدوري الأبطال، وهزيمة من توتنهام وتعادل أمام إيفرتون ثم ساوثهامتون، ليرسل الجميع لبيب رسالة “أهلاً بك في بريمرليج”.
يختلف بكل تأكيد مستوى المنافسة بين الدوري الإسباني والألماني، وبين الدوري الإنجليزي الممتاز، الأول على العالم من حيث مستوى المنافسة والإندفاع البدني وضغط المباريات، كل شئ في إنجلترا مختلف عن أي مكان من حيث كرة القدم.
تعاقدات جوارديولا
مع مانشستر سيتي، وجد جوارديولا كل طلباته مُجابه، “طلباته أوامر” بمعنى أدق، بيب تعاقد مع الموهبة الألمانية لوري ساني وإلكاي جندوجان من ألمانيا، وجون ستونز مدافع إنجلترا لمنتخب الشباب بمبلغ خرافي، بالإضافة لكلاوديو برافو حارس برشلونة بدلاً من قائد الفريق جو هارت الحارس الأول لمنتخب إنجلترا، ومانويل نوليتو مهاجم سيلتا فيجو.
تعاقدات بيب جميعها كانت بطلب منه، ميزانية مفتوحة من مُلاك مانشستر سيتي للمدرب صاحب الـ45 عاماً، وصلت قيمة صفقات جوارديولا لحوالي 200 مليون يورو.
جوارديولا هو المسئول الأول عن التعاقدات، جون ستونز الذي يعد نقطة ضعف واضحة في دفاعات الفريق، بالإضافة للحارس كلاوديو برافو الذي طلبه بالأسم من برشلونة وفضله على جو هارت، لتميزه في اللعب بقدمه، لكنه ظهر حارس متواضع للغاية في الملاعب الإنجليزية.
هل إمكانيات لاعبي السيتي لا تُناسب فلسفة بيب؟
الحقيقة أن في بداية الموسم، البعض تغنى برحيم ستيرلينج وفيرناندينيو مع بيب جوارديولا، وكيف كان للمدرب الإسباني دور مؤثر في تطويرهم، وظهورهم بأداء مميز، بالإضافة لتطبيق فكرة الأظهرة الوهمية والضغط العالي، الذي كان يتميز به فريق السيتيزن مع بيليجريني قبل وصول بيب لملعب الإتحاد.
نتائج جوارديولا الأولى في بريمرليج، كانت أمام ستوك ووست هام وسوانزي وسندرلاند، والفوز على مانشستر يونايتد في الديربي، لكن بعد مباراة توتنهام والتي كانت نقطة تحول بالنسبة للمدرب الإسباني، بدأت نغمة “اللاعبين ليسوا على مستوى سيتي جوارديولا”.
أي لاعب ليس على مستوى سيتي جوارديولا، و90% من الفريق كان بناء على إختياراته، وحتى إن كان هناك لاعبين ليسوا من إختياراته، فلماذا لم يجلب غيرهم، مثلما فعل مع هارت ونصري ومانجالا؟.
الضغوطات على بيب
منذ اليوم الأول له في الفريق السماوي، الضغوطات على بيب من جميع الإتجاهات، عن كيفية تأقلمه مع الكرة الإنجليزية، ومشكلة يايا تورية التي كانت منتظره قبل مجيئة، بالإضافة للمؤتمرات الصحفية التي تختلف عن التي كان يجريها بيب في ألمانيا وإسبانيا.
تصريحات جوارديولا توضح كثيراً الضغط الذي يتعرض له، كذلك إنفعاله على الخط طوال المباراة، ضغوطات لم يتعود بيب أن يتعرض لها، تصريحه بأن قوانين ومعايير التحكيم في إنجلترا مختلفة.
عصبية بيب على الصحفيين في كثير من المؤتمرات الصحفية تؤكد ذلك، عن الحديث بخصوص تغيير طريقة لعبه ليتماشى مع الدوري الإنجليزي الممتاز، وإشراك لاعبين في مراكز ليست مراكزهم، كل هذه الأشياء تثير غضب بيب كثيراً.
مكانة مانشستر سيتي وتبريرات جوارديولا
مانشستر سيتي أصبح قوة لا يُستهان بها في كرة القدم حالياً، الفريق منذ أكثر من 7 سنوات، وهو يصرف من أجل أن يعتلي المجد الأوروبي، بعدما حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في 2012 و 2014، جوارديولا لم يأتي لفريق طموحه مركز مؤهل لدوري الأبطال فقط.
تصريحات جوارديولا، بأن على فريقه التواجد في دوري الأبطال كل موسم، وليس من المهم تحقيق البطولة، وهذا يعني النجاح بالنسبة له، غير منطي، ما هو المنطق الذي يتحدث به جوارديولا؟، أي منطق يقول بأن فريق طموحه هو تحقيق دوري أبطال أوروبا وتعاقد معك من أجل ذلك، وأنت تعلنها صراحةً أن الفوز باللقب ليس مهماً ؟
بيب لا يستطيع نسيان برشلونة، أكد أن أجمل كرة قدم قدمها مع برشلونة، وتحدث عن الضغوطات التي تعرض لها في برشلونة مؤكداً أنها أكبر من التي يتعرض لها في إنجلترا.
جوارديولا أكد ان مانشستر سيتي لا يمتلك التاريخ الكبير والعراقة، التي يتميز بها ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، بل ومانشستر يونايتد العدو اللدود للسيتي، حديث عن فريق تتولى قيادته، بغض النظر عن حقيقة الحديث، لكنه من غير المفضل أن يخرج من المدير الفني للفريق.
جوارديولا مسئول عن النتائج التي يحققها والتذبذب في مستوى الفريق، مسئول عن تراجع مانشستر سيتي، ربما الضغوطات التي يتعرض لها تنعكس بالسلب على مردوده، ربما تغيير الأجواء والتأقلم على الكرة الإنجليزية يحتاج للوقت، ولكن العناد والعنجهية في الوصول لشئ يتأكد صعوبة الوصول له لعديد من العوامل، فلا يلوم بيب إلا نفسه.
يجب أن يعرف جوارديولا أن مانشستر سيتي ليس فريقاً صغيراً، بعيداً عن الألقاب والتاريخ والعراقة، الأن جوارديولا يدرب فريق خرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وخلال السنوات الأخيرة، يحقق البطولات الإنجليزية ومرشح أول دائماً للقب، لم يتعاقدوا معه من أجل إنقاذهم، لأن المدرب يبدو وأنه يقوم بتجربة أفكارة وتطبيقها على اللاعبين، في الوقت الذي ينتظر منه الجميع نتائج، نتائج فقط.