هاي كورة _ إعتاد آرسين فينجر المدرب الفرنسي لفريق آرسنال الإنجليزي على سياسة التقشف، بمعنى أنه لا ينفق أموال كثيرة في سوق الإنتقالات وفي نفس الوقت يتعاقد مع لاعبين جيدين.
آرسنال خلال السنوات الأخيرة تقتصر ألقابه على كأس الإتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية، فشل أوروبي كبير بالخروج كل عام من دور الـ16، وختام الدوري الإنجليزي في مركز مؤهل لدوري الأبطال وغالباً ما يكون المركز الرابع.
سياسة التقشف “البناءة” التي يتبعها آرسين فينجر مع آرسنال خلال السنوات الأخيرة كانت تتبعها أندية أخرى، لكن نتائجها مع الأندية الأخرى كانت إيجابية، مثل يوفنتوس و بوروسيا دورتموند وأتليتكو مدريد والأندية التي لا تُنفق كثيراً لكنها في النهاية تضم عناصر تناسب الفريق وتحقق بطولات من خلال ذلك.
في هذا الميركاتو تخلت الأندية هذه عن تلك السياسة التي يتبعونها، وأنفق كلاً منهم الأموال لأغراض مختلفة بعد تغير الظروف وشكل المنافسة، التي تطلبت إنفاق الأموال للتعاقد مع لاعبين من أجل المنافسة على البطولات.
يوفنتوس أنفق ما يقارب الـ130 مليون في تعاقده مع اللاعبين بعدما وقع مع بياتسا وهيجواين وبيانيتش، رغم أن إدارة يوفنتوس من المعتاد بانها لا تنفق كثيراً في الميركاتو ومعظم الصفقات تكون عن طريق إستعارة اللاعبين مع أحقية الشراء، إلا أن هذا الموسم الطموح إختلف والهدف أصبح دوري أبطال أوروبا، ومن أجل ذلك الهدف أنفق يوفنتوس الأموال لجلب لاعبين تساهم في تحقيق حلم عشاق البيانكونيري.
بوروسيا دورتموند أيضاً النادي الذي يرحل عنه النجوم بمبالغ كبيرة، لكنه دائماً ما يملك أكاديمية للناشئين ممتازة، بالإضافة للكشافين في النادي الذين يتعاقدون مع لاعبين كبار بأسعار قليلة، أنفق في هذا الميركاتو حوالي 100 مليون يورو بالتعاقد مع التركي الشاب إيمري مور والثنائي الألماني ماريو جوتزة وأندرية تشورلية، بالإضافة لعثمان ديمبلي والمدافع الأسباني مارك بارترا ومواطنه ميكيل مورينو، كل هذه الإنتدابات نظراً لقوة منافس بوروسيا دورتموند وهو بايرن ميونخ بتدعيماته القوية، أيضاً المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل تتطلب أن يكون الفريق يمتلك نوعية كبيرة من اللاعبين.
في أسبانيا كان أتليتكو مدريد من الأندية التي يخرج منها اللاعبين كل عام ويتم تعويضهم بلاعبين أخرين برؤية من دييجو سيميوني، لكن هذا الموسم يبدو وأن المدرب الأرجنتيني ينوي أن يثأر لنفسه من نهائي الموسم الماضي ويعود مرة أخرى لنهائي دوري الأبطال، فلم يتخلى عن أي لاعب من فريقه بل وأنفق حوالي 90 مليون يورو في التعاقد مع نيكو جايتان وكيفين جاميرو والشاب البرتغالي جوتا والمدافع الكرواتي فيرساليكو، أتليتكو دائماً ما كان منافس لبرشلونة وريال مدريد على الليجا خلال السنوات الأخيرة ولكنه لم يستطع الفوز إلا في 2014 باللقب، لكن مع هذه المجموعة في الموسم المقبل سيكون سيميوني لديه فريق اقوى بعد التدعيمات الممتازة.
حتى مدرب ليفربول يورجن كلوب الذي كان دائماً يعتمد على اللاعبين الصغار ويصنع منهم نجوم، ولم يعتاد على شراء لاعبين وأن ينفق من أجل الصفقات، أيقن بأن المنافسة في إنجلترا تتطلب الإنفاق وتدعيم صفوف الفريق، وتعاقد مع نجم ساوثهامتون ساديو ماني ونجم نيوكاسل فينالدو، بالإضافة للحارس الألماني كاريوس وجويل ماتيب المدافع الكاميروني، لتتخطى صفقات الريدز حاجز الـ90 مليون يورو.
أما آرسنال فهو الذي يلعب في أقوى دوري تنافسي في العالم، والموسم المقبل ربما يكون الأقوى بعد تدعيمات الفرق والمدربين، فلم يتخلى عن سياسته ومتمسك بسياسة التقشف، ويفشل مؤخراً في إنهاء الصفقات بسبب المقابل المادي، مثل ما حدث مع جيمي فاردي الذي جدد تعاقده مع ليستر وهيجواين الذي حسم إنتقاله ليوفنتوس.
على آرسين فينجر وإدارة آرسنال أن تتخلى عن تلك السياسة التي لم تعد مناسبة لمواكبة الأحداث الجارية، واقعياً على آرسنال أن يتحرك وينفق من أجل التعاقد مع اللاعبين وإلا سيكرر فينجر أخطاءه في السنوات الأخيرة وربما تكون النتائج أكثر صعوبة في هذا الموسم.