هاى كورة_ مع إنتشار مواقع التواصل الإجتماعى وإزدياد حجم الجروبات والصفحات المؤيدة لفرق ومنتخبات ما ظنت تلك المجموعات إنها أقوى من كل شيء ومع مرادفات مثل الحرية والديموقراطية يصبح كل شيء جائزا ويصبح الإنفلات الأمنى والتشجيعى جزءا من الإبداع .
التعصب الكروى بات أخطر مشكلة تؤرق كافة بلاد العالم إلا من رحم ربى وباتت ملاعب كرة القدم التى كانت قبلة العشاق والانصار والمتتبعين أصبحت مسارح للإرهاب وسوء الأدب والتعدى على رجال الأمن وتحطيم المدرجات ومخطيء من يعتقد ان الشغب إنتشر فقط بسبب الفقر والجهل الذى ضرب العديد من بلدان العالم ولكن أعمال الشغب بدأت من 131 عاما وبالتحديث 1885 بمباراة بريستون ضد أستون فيلا والتى شهدت لأول مرة ظاهرة الهوليجانز .
الظاهرة إنتشرت كالنار فى الهشيم وتشاء الأقدار إنه بعد مئة عام بالظبط من أول حالة شغب فى الملاعب تأتى كارثة ملعب هيسل في بروكسل التي حدثت عام 1985 عندما توفى 35 مشجع لليوفنتوس خلال أعمال شغب من قبل جمهور ليفربول وبعد تلك الحادثة تم حرمان الأندية الإنجليزية من المشاركة في البطولات الأوربية لمدة خمس سنوات وليفربول ستة مواسموكان لهذا العقاب الشديد تغير صورة الملاعب الإنجليزية تماما وبات الامن يضرب من حديد هناك حتى إختفت ظاهرة الشغب فى الملاعب الإنجليزية ولكن للأسف أصبحت الجماهير الإنجليزية أكثر توحشا عندما تتنقل لتشجيع المنتخب الإنجليزى فى المنافسات الكروية الكبرى.
الغريب أن روابط الاولتراس والهوليجانز تشجع فرقها تقريبا لاتشاهد المباريات حيث تعطى ظهورها للمدرجات وتغنى وتهتف ولاتجلس ويصبح ولائها فقط لنفسها دون النادى وجميعنا لن ينسى مباراة السلفادور و هندوراس ضمن تصفيات كأس العالم 1970 التى تسببت فيها الروابط فى شن حرب بين البلدين بسبب أعمال عنف ضربت المشجعين بعضهم ببعض.
المشكلة أصبحت متفحلة فى دول شمال أفريقيا خصوصا فى مصر والغريب إن الجماهير تطالب الحكومة بأن تدخل المدرجات وعندما تدخل المدرجات تقوم بسب بعضها وتسب قوات الأمن وتخرب وتحطم وتتسبب فى كوارث وفى النهاية يريدون فعل كل ذلك دون عقاب أو رادع وقد يتحدث البعض عن أن الأمن يقوم بإرتكاب أفعال تبدو حمقاء فى التعامل مع تلك الفئات ولكن مايحدث يفوق أى تحمل فماشاهدناه فى مباراتين الأهلى والزمالك ضد الوداد وصن داونز فى دور المجموعات لربع نهائى دورى أبطال أفريقيا يؤكد أن تلك الروابط تريد تدمير كل شيء من أجلها فقط فهى تخرب وتحطم والغريب إنها باتت فألا سيئا على أنديتها فكلما حضرت يتعرض الزمالك والأهلى للسقوط حتى أن الكثيرون يطالبون حاليا أن لايحضر مثل هؤلاء الغوغائيين للمدرجات .
وللأسف هناك فئة كبيرة من الجمهور محرومة من الحضور للمباريات بسبب الهمج والحمقى الذين خربوا كرة القدم والذين يستغلون المدرجات لأغراض دنيئة بالترويج لفئة سياسية أو دينية ما وهذا حرمنا من شكل جميل للمدرجات ومع كل هذا تنتشر جملة سخيفة وجملة غاية العنصرية وهى أن كرة القدم للجماهير وهى لم تكن أبدا ملكا لأحد فاللاعبون أيضا ومجالس الإدارات والحكام كله شريك فى اللعبة وهذا هو سر جمالها لكن أن يتم الخداع بمثل هذه العبارات البراقة فهذا سيزيد المشكلة ولن يحلها وإذا أردات الجماهير أن تنصاع لقواعد التشجيع يجب ان تعلم حقيقة واحدة أن كرة القدم خلقت للمتعة وليس للتعصب وإشعال الفتن.