أغلقت أبواب كنسية برشلونة على الساعة 20.00 لتبدأ مراسم تشييع جنازة المدرب السابق تيتو فيلانوفا الذي توفته المنية يوم الجمعة الماضي بسبب مرض سرطان الغدة النكفية. حضر الحفل الديني أكثر من 1،500 شخصا، في حين تواجد عدد كبير من الناس خارج الكنيسة جاؤوا كلهم تعبيرا عن حبهم و احترامهم لهذا المدرب الخلوق و من أجل الوقوف إلى جانب عائلته و أصدقائه.
حضر إلى الكنيسة عمدة مدينة برشلونة ويس مارتينيز سيستاش، و ترأس على رماد تيتو عائلته و أصدقاؤه و زملاؤه الذين حضروا لتوديعه للمرة الأخيرة.
تقدم إلى المنصة لتقديم خطاب إلى الراحل رئيس برشلونة بارتوميو الذي قال أنه سيظل في أعمائه قلوبنا و لن ننساه أبداً، ثم أخذ رورا الكلمة، تحدث عن ذكرياته مع الراحل، عن حبه له و أنه لطالما اعتبره صديقا جيدا و أخا أحبه كثيراً و امضى معه أيام جميلة منذ سنوات عديدة، فقد قال: “صديقي، رفيقي، أخي، أنت غادرتنا و لا تستطيع أن تتخيل كم اشتقت إليك”.
صحيح أن الحزن أكبر و الدموع تتفوق على كل شيء في هذه اللحظات العصيبة، إلا أن ابني فيلانوفا لم يترددا في تفويت الفرصة لتوديع والدهما للمرة الأخيرة أمام الملأ ملقيان خطابا عاطفيا، فقد قالت ابنته كارلوتا: “لقد كان والدي قدوتي، حبي الأول. الحب الذي عرفته للمرة الأولى منذ كنت صغيرة، و لم أكن أعرف ما يعني الحب، آمل أن يعود إلى المنزل. من أبرز الأشياء التي علمني إياها أن أغتنم الفرصة في اللحظات السعيدة لأن الحياة قصيرة لذا عليك النظر إلى الأشياء التي تجعلك سعيداً. والدي على قيد الحياة في داخلي و في داخل جميع أولئك الذين أحبوه و هذا هو المكان الذي سيعيش فيه دائما في ‘قلبي’ “.
ابنه الأصغر أدريا الذي يلعب في صفوف فريق برشلونة، كان أكثر شخص بين الحضور ذرفا للدموع، لم يتحكم في نفسه و لطالما خانته الدموع طيلة الحفل الديني، حتى عند قرائته للرسالة التي وجهها إلى والده، حيث قال: “سيكون دائما نموذجنا. أتذكر في أحد الأيام كان لدي اختبار صعب و جلست إلى جانبي، قلت لي أن أكون هادئا لأن ما يبدو اليوم في غاية الأهمية، لن يكون على نفس الحال غذاً. لقد تركتنا الآن، و لكن ستكون ذكراك معنا دائما، أعلم أنك سيتكون ملاكي و حارسي و ذكراك تساعدني على اجتياز كافة الصعوبات تماما كما علمتنا”. كلمات أدريا جعلت الحضور يذرفون الدموع، و أبرزهم بويول، إنييستا، تشافي و ميسي.
و في الأخير توجه أدريا و كارلوتا برسالة شكر إلى أمهما: “بفضل والدتنا، حب حياته، و صديقته المقربة. أشجع امرأة نعرفها و مساعدته في السنوات الأخيرة”.
كانت هذه آخر جملة في الجنازة، لينتهي بذلك الحفل الديني، حمل أدريا رماد والده و وخرج من الكنيسة رفقة أمه و أخته.
لمشاهدة الجنازة:
وفاء لغلام – هاي كورة