ثلاثة سنوات قضيتها فى صداقة د. الفريدو بوجي رئيس الاتحاد الدولي للاحصاء IFFHS فى علاقة التلميذ والاستاذ ,منذ بداية عملي فى الاتحاد عن طريق الصدفة لتصحيح خطاء فى أسم لاعب ســوداني يدعي ” الطاهر حماد ” فى قائمة هدافي العالم فى ابريل من عام 2010 , حتى أخر رسالة تلقيتها منه قبل يومين فقط من وفاته يطالبني فيها برصد مدربي نادي الهلال السوداني الذين أسهموا فى تحقق الرقم القياسي بعدم الخسارة على الارض (124) مباراة فى بطولة الدوري منذ عام 2002 حتى 2013.
وفى تلك الفترة تلقيت منه وارسلت له اكثر من (100) رسالة عن الكرة السودانية واحيانا عن الكرة العربية والافريقية , وشاركت فى استفتاءات الموقع الســـنوية لاختيار أفضل ( لاعب , وحارس مرمي, ومدرب وحكم ) , أضافة الى اختيار قائمة اكثر اللاعبين شعبية وأدركت تماما كيفية أن الاستفتاء فى الموقع يقوم بشكل علمي ودقيق , وربما أفضل من الفيفا نفسها لانه لايكون تحت تأثير شركات الرعاية والاعلان .
وكان لي شرف أن اكون الصحفي العربي الوحيد الذى أجرى معه حوارا مطولا عن احصائيات الاتحاد التى أثارت الكثير من الجدل وذلك فى شهر يونيو من عام 2011 ونشر فى صحيفيتي (سوكر) السودانية و( النادي) السعودية بالتزامن .
د. الفريدو أسس الاتحاد الدولي للاحصاء فى مارس من عام 1984 بمباركة الفيفا وظل الاتحاد حلمه اعطاه كل وقته وجهده من أجل الوصول به الى أن يكون المرجع الاساسي فى كرة القدم العالمية , فهو شخصية مختلفة تماما عن كل ما عرفت فرغم كبر سنه يعمل فى اليوم الواحد لاكثر من 10 ساعات بشكل دقيق لان التعامل مع الارقام امر صعب فى الصحافة الرياضية .
ويعتبر د. الفريدو صاحب فكرة جائزة افضل لاعب فى العالم والتى انطلقت فى الموقع فى عام 1987 ثم تبناها الفيفا فى عام 1991 , وصاحب فكرة ترتيب المنتخبات الشهري الذى تبناه الفيفا فى اغسطس من عام 1993 ثم استحدث تصنيف الاندية الشهري وقائمة هدافي العالم , اضافة الى نادي القرن فى قارة العالم الستة , وتحظى تصنيفات الاتحاد بمتابعة اعلامية كبيرة .
وفى أحد المرات سألته عن أن بعض الاحصائيات تعتبر مثيرة للجدل , فاوضح بان الخاسرين فى احصائيات الاتحاد يهاجمونه والرابحين يقفون معه ويشيدون به , فتجد حديثة مجسدا فى الصراع على لقب نادي القرن فى مصر بين الاهلي والزمالك الذى ترقبه الشارع المصري بشكل كبير , وبعد أعلان فوز نادي الاشانتي كتوكو الغاني باللقب هاجم الاعلام المصري الاتحاد ووصفه بانه لايستند على أي معطيات صحيحة .
وما يميز هذا الرجل بانه يتعامل مع المعلومات الصادرة من كل الدول بقدم المساوة بغض النظر عن الفارق فى المستوي الكروي , فالمعلومة الصدارة من دولة افريقية مثل أوغندا لاتقل أهمية عن المعلومة الصادرة مثل دولة كروية عظمي مثل إيطاليا .
رحل د. الفريدو وترك خلفة فكرة عظمية وكما يقال أن (الافكار لها اجنحة ) وأن (الافكار لن تنهار ) وسيبقي أتحاد الاحصاء ماضي الى الامام بفضل العديد من القائمين على أمره والذين أسهموا معه فى وصول الاتحاد الى العالمية .
بقلم :سالم سعيد باعوم
هاي كورة