هاي كورة_صلاح تطور بشكل كبير, صدقاً بشكل كبير جداً, ولكن الحديث عن إنتقاله إلي مدريد وغيره في الوقت الحالي ليس في محله أبداً, فالعديد من المواهب تاهت وسط الضغوط وشباك الطموح العالية التي ينسجها المشجعون من ذلك اللاعب. لذلك عندما نصح جوارديولا اللاعب قال :”أتمني أن لا يضع نفسه في مقارنة مع اي لاعب اخر ويعمل في صمت”.
نفس الحديث ينطبق علي الأندية التي تغازله الأن, محمد يمر بموسم مميز جداً وهوا الأفضل في مسيرته علي الإطلاق, ولكن عليه أن يبرهن بأنه لاعب المواسم المتعددة وليس وليد صدفة الموسم الواحد, محرز علي سبيل المثال وبعد ما قدمه مع كلود بويل تحديداً أثبت أنه ليس لاعب الموسم الواحد لذلك تلقي عرض من فريق السيتي ولولا تعنت الإدارة لخرج وعمل تحت إمرة بيب.
العروض ستأتي عاجلاً ام اجلاً شريطة أن يستمر صلاح علي نفس النسق بل ويتطور شيئاً فشيئاً, ولكن الخروج لفريق مثل مدريد حالياً يحمل مخاطرة كبيرة, فهناك في هذا المستوي من اللعبة إما النجاح الباهر والشهرة الواسعة وإما الفشل الذريع والتحطم نفسياً وذهنياً “لـا قدر الله”.
لكن هل محمد صلاح ليس جاهز فعلاً للعب لفريق بحجم ريال مدريد “ليفربول بالطبع فريق كبير أيضاً”؟. – بالطبع يستطيع ومستواه الحالي يؤكد ذلك, ولكن ما زال لديه العديد من النقاط التي لابد وأن يعمل عليها أولاً حتي يكون صفقة سوبر فعلاً للميرنجي أو غيره من تلك الفرق Level A..
صلاح تطور في الإلتحامات البدنية ووضح ذلك خلال هدفه الثاني ضد توتنهام وكذلك في شباك ليستر عندما سجل تحت مراقبة ماجوير “من أقوي مدافعين البرميرليج”, تحسن محمد كذلك بدون كرة “في الحالة الدفاعية” وبرهن علي ذلك في مباراة السيتي عندما أغلق زوايا تمرير ديلف وعطل بناء اللعب في الجهة اليمني, وكذلك هناك تطور ملحوظ في اللمسة الأخيرة والتسجيل “وإن كان هناك الأفضل”.
ولكن مازال يحتاج إلي عمل كبير في المراوغة والحلول الفردية, قد تنجح بعض محاولاته في موقف 1 ضد 1, ولكن هناك فرق بدأت في الإنتباه إليه ومعاملته كنجم كبير ومصدر خطورة للخصم لذلك هوا مُعرض وبقوة للتواجد في مواقف 2 ضد 1, وهنا عليه أن يخلق لنفسه حلوله الخاصة “مثل روبن ونيمار ومبابي. مع الفارق طبعاً” خاصة وأنه لاعب جناح وأن ذلك المركز بالتحديد تكون زواياه محدودة ومساحاته ضيقة والحلول أضعف ممن هم في عمق الملعب.
محمد أيضاً عليه أن يتطور في ثُلث الملعب الأول وليس الأخير فقط, فهناك اوقات سيستلم فيها الكرة في وسط ملعب فريقه وسيكون مطالب نتيجة ضغط الخصم أن يشق طريقه بنفسه وأن يعتمد أكثر علي فردياته وحلوله الخاصة التي تكلمت عنها, وهنا لابد من صناعة ستايل خاص وحلول خاصة للاعب تُميزه وتضعه في موقف قوة في تلك الحالات.
كذلك اللمسة الأخيرة والإنهاء, محمد تطور بشكل ملحوظ فلم يكن يسجل بتلك الغزارة وأصبح يسجل من عدد فرص أقل, ولكن مازال هناك أفضل, ففريق ليفربول يصنع ما يقارب من الـ 15 فرصة في المباراة, نصفهم فقط قد يأتي لصلاح ولكنه يسجل 3 أهداف منهم فقط, وهذا معدل جيد ولكنه ليس ممتازاً, فهناك مناسبات ستكون تكتلات الخصم مصدر إزعاج, وهناك مواعيد كبري تُحسم بتفاصيل صغيرة جداً فقد تكون هجمة وحيدة تُغير دفة لقب من فريق لأخر هنا صلاح عليه أن يعمل علي تلك النقطة بشكل أفضل وأكبر..
صـلاح “في طريقه” للوصول إلي مستوي مُبهر, بذلك المستوي وتلك الإرادة وذلك الإلتزام سيكون الوصول لخط التميز حتمياً بإذن الله, ولكنه يحمل في يده مفاتيح سرعة الوصول من عدمها, فإما التفكير بتروي والتمعن في الإختيارات وتفضيل التطور عن الشهرة “مؤقتاً”, إما المخاطرة والمراهنة علي موسم واحد قد يصل به بسرعة الصاروخ أو يجعله كالسلحفاة التي ضلت الطريق وتسير ببطئ..