هاي كورة _ “فرصة تدريب مانشستر يونايتد من الفرص الذهبية، لن تأتي في العمر سوى مرة واحدة”، هذا أول تصريح للأسكتلندي ديفيد مويس عندما تم الإعلان عن تدريبه لمانشستر يونايتد الإنجليزي.
بعد 26 عاماً مدرباً لمانشستر يونايتد، قرر الأسطوري، السير أليكس فيرجسون، ترك منصبه وإعتزال مهنة التدريب، ورشح مواطنه الأسكتلندي ديفيد مويس، ليجلس على الكرسي الأغلى والأعرق في ملعب أولد ترافورد، معقل مانشستر يونايتد.
تعيين ديفيد مويس، جاء بعد مناقشة بين ملاك مانشستر يونايتد وأليكس فيرجسون، وتم إختيار مدرب إيفرتون، لتمتعه بجميع بالسمات الملائمة لأن يكون خليفة فيرجسون، حسب ما قال الأخير عنه.
مويس قبل توليه تدريب مانشستر يونايتد، كان إسم له تاريخ في الدوري الإنجليزي الممتاز، قاد إيفرتون لمدة 16 عاماً، تولى تدريب التوفيز في مارس 2002، وأنقذ الفريق من الهبوط خلال 9 جولات فقط، كان يتواجد مويس على رأس القيادة الفنية بملعب الجوديسون بارك.
بعد تولى مويس تدريب إيفرتون، أصبح الفريق ينافس دائماً على المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، ولم يكتفي فقط بالمنافسة على البقاء ضمن الكبار، وبالفعل تأهل دوري أبطال أوروبا 2005 قبل ان ينتقل إلى كأس الإتحاد الأوروبي “الدوري الأوروبي حالياً”، وأصبح يعتاد المشاركة في كأس الإتحاد الأوروبي، خلال الأعوام الثلاثة المتتالية 2007، 2008، 2009.
في عام 2009، كاد مويس أن يتوج موسمه الرائع بالفوز بأولى بطولاته مع التوفيز، لكنه خسر نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي أمام تشيلسي بهدفين مقابل هدف رغم أنه كان متقدماً في النتيجة بهذه المباراة، لكن دروجبا ولامبارد، منعوا الإسكتلندي من معانقة الذهب.
خلال الـ16 عام الذي تواجد فيهم مويس مع فريق إيفرتون، توج بجائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي الممتاز، في ثلاث سنوات، 2003 أول عام له منذ البداية مع التوفيز، وفي 2005 و 2009، ويعتبر هو أكثر مدرب غير إنجليزي يفوز بهذه الجائزة حتى الأن، بعد السير أليكس فيرجسون الذي فاز بها 4 مرات.
في عام 2013، أعلن مانشستر يونايتد التعاقد مع ديفيد مويس، وفي أولى مبارياته مع الفريق، حقق مويس كأس الدرع الخيرية أمام ويجان أتليتك، ليتوج بثاني بطولاته كمدرباً، بعد بطولة دوري الدرجة الأولى الإنجليزية مع بريسون في عام 2000.
تسلم مويس فريق مانشستر يونايتد، وهو منتهي إكلينيكياً، الفريق الذي لم يتم تدعيمه سوى بالثنائي، ويلفريد زاها، ومروان فيلايني، رغم أن الفريق كان يحتاج لتدعيم في مراكز عديدة.
مويس تمسك بالفرصة، ورغم البداية القوية بالفوز على سوانزي، لكن بدأ تراجع مستوى الفريق، ونتائج مخيبة، تجعل يونايتد يتراجع في الترتيب أسبوع عن الأخر، ليحتل المركز السابع ويحطم بعض الأرقام القياسية السلبية.
لم يصبر مُلاك مانشستر يونايتد على مويس حتى لإنتهاء الموسم، رغم أن المدرب قاد الفريق للوصول إلى دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا، والخروج أمام بايرن ميونخ بشق الأنفس، وهو الدور الذي لم يستطع اليونايتد أن يصل له حتى الأن، ليتم إقالته قبل إنتهاء موسمه الأول مع الفريق وتعيين اللاعب راين جيجز بديلاً له، لينقطع عقد المواسم الست في أول موسم فقط.
رحل مويس عن مانشستر يونايتد، وظل لمدة أشهر قليلة بعيداً عن التدريب، حتى تولى تدريب ريال سوسيداد الأسباني، في تجربة مختلفة، قد تكون أقل من حيث الضغوطات مقارنة بمهمة تدريب مانشستر يونايتد، وخلافة الأسطورة أليكس فيرجسون.
في موسمه الاول، حقق المركز الثاني عشر مع سوسيداد، قبل أن تتم إقالته قبل نهاية الموسم الثاني، بعدما قاد الفريق في 11 مباراة فقط مع الفريق الباسكي، ليبقى منذ نوفمبر 2015، وحتى أغسطس 2016 لا يمارس مهامه كمدرب.
قام مويس بخلافه سام ألارديس في تدريب سندرلاند، بعدما تولى الأخير تدريب المنتخب الإنجليزي، ليعود مويس من للدوري الإنجليزي الممتاز، مع فريق دائماً ما يعاني وينافس للبقاء ضمن كبار البريمرليج، لكن بعد مرور 10 جولات، لم يحقق سندرلاند أي فوز في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل وخرج من كأس الرابطة الإنجليزية أمام ساوثهامتون، ليواصل ديفيد مويس السقوط.
كل هذا كان يمكن أن لا يحدث للمدرب الأسكتلندي الغير محظوظ، ففي حالة عدم ترشيح فيرجسون لمويس، أو عدم موافقة مويس على عرض تدريب اليونايتد، كان من الممكن ان يظل في تدريب إيفرتون، مع بعض التدعيمات التي يقوم بها التوفيز ومنافسة الفريق على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، قطعاً كان سيكون حاله أفضل بكثير مما هو عليه الأن.