هاي كورة _ الأرجنتيني سيرجيو اجويرو الهداف التاريخي لفريق مانشستر سيتي ونجم الفريق الأول، امام إختبار صعب حينما يجد نفسه لاعباً تحت قيادة بيب جوارديولا الموسم المقبل.
أجويرو من المهاجمين المتميزين على مستوى العالم، واللاعب الذي يتمناه كثير من المدربين بمختلف مدارسهم وفلسفتهم الكروية، ولكن جوارديولا دائماً ما كان غير مقتنع بمهاجم الصندوق الذي يلعب دائماً داخل منطقة الجزاء.
فمنذ بداية مسيرته التدريبية مع برشلونة ودائماً جوارديولا لا يحبذ المهاجم الكلاسيكي الذي تكمن خطورته دائماً داخل منطقة الجزاء وقليل التحرك خارج المنطقة، فإسلوب لعب جوارديولا الذي يعتمد على المهاجم الوهمي لا يناسب اجويرو كما لم يناسب من قبله الكثير من الذين لم ينجحوا مع جوارديولا.
في 2008 حينما تولى جوارديولا تدريب برشلونة اشار لرحيل رونالدينيو وديكو وإيتو، الأول والثاني لتقدم سنهم وتوافق العروض التي قُدمت لهم، والثالث لعدم مناسبته إسلوب لعبه وطريقته، فرحل رونالدينيو وديكو وبقي إيتو بعدما فشل برشلونة في التعاقد مع مهاجم جيد هذا الموسم بعد رفض يوفنتوس التفريط في تريزيجية حينذاك الذي كان مطلب لجوارديولا.
وفي أول مواسمه جوارديولا حقق كل البطولات التي شارك فيها، وكان إيتو هداف الفريق في الدوري وقتها برصيد 30 هدف، ولكن بعد نهاية الموسم رحل إيتو عن برشلونة في صفقة تبادلية مع إبراهيموفيتش من إنتر بالإضافة لمبلغ مادي للفريق الإيطالي وإعارة البيلاروسي اليساندر هليب.
ولم ينجح إبراهيموفيتش مع برشلونة وقدم أسوء مواسمه “حسب قوله” وذلك نظراً للعلاقة المتوترة مع بيب جوارديولا الذي كان يطالب إبراهيموفيتش دائماً بالعودة للخلف والتحرك خارج منطقة الجزاء ولكن السويدي لم يعتاد على هذا الإسلوب فكانت عشرته مع برشلونة لم تستغرق سوى موسم واحد وعاد لإيطاليا من جديد عبر بوابة ميلان.
في موسم 2009/2010 تعاقد برشلونة مع دافيد فيا الذي كان نجم فالنسيا الإسباني وقدم كأس عالم خرافي في المركز الذي يريده فيه جوارديولا وهو المهاجم الوهمي بعدما كان يلعب خلف فيرناندو توريس في كأس العالم، فأصبح دافيد فيا مع تصعيد الشاب بيدرو رودريجز بجانب ميسي ثلاثي من ذهب للفريق الكاتلوني بعد رحيل تيري هنري للولايات المتحدة، وظل جوارديولا حتى رحيله عن برشلونة يعتمد على هذا الإسلوب وصفقات الفريق الهجومية كانت على هذا الأساس بإنتدابات مثل ابراهيم افيلاي واليكسيس سانشيز واشراك كريستيان تيو وانيستا في مركز المهاجم الثالث على أطراف الملعب وفي كثير من الأحيان كان يشارك فابريجاس في هذا المركز ايضاً، حتى إستمر برشلونة يتبع هذا التفكير والفلسفة حتى بعد رحيل جوارديولا بإختلاف المدربين.
بعد ان تولى بيب جوارديولا تدريب بايرن ميونخ الذي كان بطلاً لأوروبا حينذاك وبطل ألمانيا، كان مهاجم الفريق في ذلك الوقت ماريو مانذوكيتش الذي كان من اهم النجوم في فريق يوب هاينكس، ولكن بمجئ جوارديولا وبعد اول موسم له مع الفريق قرر إنتداب اللاعب ليفاندوفسكي ورحيل مانذوكيتش لعدم إنسجام اللاعب الكرواتي مع فلسفة بيب.
اجويرو من نوعية اللاعبين الذين لا يفضلهم بيب في خطته، فكان مع اتليتكو مدريد هو المهاجم الأساسي ويلعب من خلفه دييجو فورلان خارج المنطقة، وكذلك في مانشستر سيتي كان هو المهاجم الأساسي في البداية ويلعب خلفه ماريو بالوتيلي، وكذلك خطة المنتخب الأرجنتيني التي تجعل من أجويرو مهاجم صندوق كما يلعب مع فريقه.
فهل سيتكيف اجويرو مع فلسفة جوارديولا ويستطيع القيام بأدوار أخرى خارج منطقة الجزاء ويغير من طريقة لعبه مثلما فعل ليفاندوفسكي حينما وصل بافاريا، ام سيظل اجويرو متمسك بإسلوبه مثلما فعل إبراهيموفيتش مع برشلونة ويرحل بعد اول موسم مع بيب، وفي هذه الحالة ربما لا تمانع إدارة مانشستر سيتي لإن العائد المادي الذي سيأتي من صفقة بيع لاعب بحجم اجويرو سيكون جيد جداً.