إنقلبت الأمور رأسا على عقب فى مجتمع كرة القدم الدولى خلال ستة أيام بعد أن إستيقظ العالم على وقع القبض على العديد من مسئولى الفيفا من قبل السلطات الفدرالية السويسرية بعد إتهامات لهم فى التورط فى قضايا فساد ورشوة بسبب العديد من الأمور التى تخص الإتحاد الدولى لكرة القدم.
تسارعت الأحداث وقرر الإتحاد الأوروبى مساندة الأمير على بن الحسين ضد بلاتر فى إتخابات إتحاد الكرة وسط تهديدات صريحة من قبل كبار دول أوروبا بالإنسحاب من كأس العالم فى حال فوز جوزيب بلاتر برئاسة الفيفا وبالفعل نجح بلاتر وكانت التوقعات تشير لوجود إحتمالين لاثالث لهما الأول بأن يرحل بلاتر بعد أن يقوم بترتيب أوراقه ويضمن عدم ملاحقته قانونيا فى حال إكتشاف أى قضية تطوله شخصيا أو يكمل مهمته ويصر على موقفه وتظل الدول الأوروبية فى صراع معه حتى تظهر له قضية فساد كبيرة أو يرحل من تلقاء نفسه نتيجة الضغوط ولكن لم يكن يتوقع أحد أن تتم عملية الرحيل بعد أربعة أيام فقط من إنتخابه رئيسا للفيفا لأول مرة فى تاريخ كرة القدم.
وإذا فتشنا فى دفاتر التاريخ سنجد أن الصراع كان سياسيا من الدرجة الأولى فلقد إعتدنا فى السنوات الأخيرة على أن نسمع عن فضائح للفيفا ورجاله ولكن كانت الأمور تنتهى برحيل المتسببون فى القضية وتنتهى الازمة سريعا ولكن الأمور بدأت وتيرتها فى التصاعد بعد أن أعلن الإتحاد الأوروبى عن إعلان روسيا وقطر البلدين المنظمين لكأس العالم 2018 و2022 على حساب إنجلترا فى مونديال 2018 والولايات المتحدة الامريكية وأستراليا فى 2022.
إنجلترا أبدت على الفور محاربتها لبلاتر وللفيفا فى كل المجلات والصحف وإتهتمه بالتلاعب لصالح روسيا التى لم لم تقدم على الورق ضمانات قوية فيما يتعلق بالبنىة التحتية لأن روسيا لم تكن جهزت أى ملعب قبل الإختيار سوى ملعب لوجنيكي في موسكو الذي يلبي شروط إقامة مباريات كأس العالم وأكدت أن الفيفا لم يراعى بعد المدن الروسية فيما بينها وهذا سيمثل عائقا كبيرا للفرق المشاركة بعكس إنجلترا واستراليا التى تمتلكان البنية التحتية وكل شيء أفضل بكثير من روسيا وبنفس الأمر أيضا إتهمت أمريكا الفيفا بمحابته لقطر وإن قطر دولة صغيرة فى المساحة ولاتستحق تنظيم المونديال لذا كان تحرك الأحداث سياسيا أكثر منه رياضيا وبدأت الصحف الإنجليزية والامريكية ترصد الفيفا الذى يمتلك من الفساد مايجعله فريسة لأى شيء.
الأمور لن تنتهى عند هذا الحد ومخطيء من يتصور أن السلام سيعود برحيل بلاتر فالفساد مستشرى والصراع تحول من رياضة إلى سياسة وهذا ينبؤ بصراعات أشد والمظلوم الأكبر هو المتتبع الذى يحب كرة القدم فقط دون الدخول فى دهاليز السياسة وألاعيبها وكل الشواهد تؤكد بأن عيسى حياتو سيكون رئيسا للفيفا حتى يتم تحديد موعدا للإنتخابات المقبلة والتى لن تكون قبل أربعة أشهر وحتى هذا الموعد ستبدأ معارك رهيبة فى صفحات الجرائد والمجلات بين روسيا وقطر من جهة وبين أمريكا وأستراليا وبريطانيا من جهة وفريق يدعم مرشح وفريق آخر يدعم مرشح وتبدأ الرشاوى الإنتخابية وتبدأ الوعود وقد نجد نفسنا فى حال عدم وجود ظبط للنفس إنتقلنا من فساد منظومة إلى فساد جديد من نوع آخر ومن المتوقع أن يتم فتح ملف كأس العالم 2018 و2022 وحينها سنرى بداية حرب عالمية فكرية ستلوح فى الأفق.
محمد أشرف_ هاى كورة