
هاي كورة (رأي خاص بالصحفي إنريك جوفي – SPORT)
بصراحة، لم أستوعب كيف فقد لويس دي لا فوينتي أعصابه بعد تصريحات “فريك” — هكذا نطق اسم فليك الألماني! — الرجل تصرف وكأنه ارتكب جريمة.
فليك، بحكم خبرته كمدرب منتخب سابق، يعرف تمامًا أن مدربي المنتخبات لا مكان لديهم للعواطف.
اللاعب ابن الثامنة عشرة الذي يلعب بحماس مفرط لا يمكن أن يُترك ليقرر متى يرتاح.
إذا لم يطلب الراحة بنفسه، فعلى المدرب أن يتصرف بعقلانية… لكن لا، في برشلونة المنطق دائمًا آخر ما يُستخدم.نحن نعيش موسمًا “فريكًا” بمعنى الكلمة، كل شيء غريب، متناقض، ومليء بالمفاجآت.
برشلونة تحول إلى سيرك متنقل، مشاكله تتكاثر كما لو كانت فقرات استعراضية، والضحية في النهاية هي الصورة التي يقدمها النادي للعالم.
أمام باريس سان جيرمان، كررنا نفس الخطأ الذي دمّر حلمنا الأوروبي الموسم الماضي: فتح اللعب في الدقائق الحاسمة بدلًا من التحكم بالكرة.
إذا لم تستطع الفوز، فلا تخسر… لكن يبدو أن الفريق لم يتعلم.
هانز فليك نفسه بدأ الموسم وهو متوتر كجمر مشتعل، تصريحاته تكشف رجلًا محاصرًا بالنقد من الداخل والخارج.
يهاجم تارة المدربين، وتارة لاعبيه، وكأنه يبحث عن مخرج وسط فوضى لا تنتهي.
حتى العودة إلى الملعب أصبحت قصة عبثية! تخيّل أن نلعب كمضيفين في ثلاثة ملاعب مختلفة! ملعب “مونتجويك” صار أشبه بمتحف سياحي أكثر منه ملعبًا لكرة القدم؛ المدرجات مليئة بالزوّار الذين يشترون القمصان والقبعات بدلًا من أن يشجعوا.
أما رابطة المشجعين فقررت الانسحاب، احتجاجًا على إدارة فقدت صلتها بالمدرج الحقيقي.
وفي إشبيلية، لم يكن الـVAR مجرد حكم مساعد، بل لاعب ثالث يتدخل متى شاء، ليجعل المباراة فوضى جديدة تضاف إلى سلسلة “الغرائب”.
ومع كل هذا، يبقى السؤال: كيف يكون إيريك غارسيا هو الوحيد الذي لم يجدد عقده، وهو اليوم أحد أكثر اللاعبين أهمية بعد لامين يامال؟
قريبًا ستعقد الجمعية العمومية، وأراهن أنها ستكون حلقة جديدة من مسلسل برشلونة… موسم لا يُشبه أي موسم، موسم “الغرائب” بلا منازع.