
هاي كورة – مقال للصحفي لويس فويكس
كانت هزيمة برشلونة أمام إشبيلية بمثابة انتكاسة غير متوقعة للمدرب هانز فليك، بعدما بدا الفريق الأندلسي أكثر استعدادًا من الناحية الذهنية والبدنية والتكتيكية. بدا برشلونة وكأنه يجر أقدامه منذ اللحظة التي استُدعي فيها الحكم مونيز رويز من قِبَل حكم الفار المدريدي كارلوس ديل سيرو غراندي لمراجعة ركلة جزاء مثيرة للجدل — لم تكن موجودة في الأصل — لكن ذلك لا يُعد عذرًا بأي حال من الأحوال، فالفريق أظهر هشاشة دفاعية وهجومية واضحة.
ورغم الصدمة، تعامل فليك مع الموقف باهتمام واحترافية، مؤكدًا أن الفريق “سيعود”، ومراهِنًا على روح المجموعة. فالرجل الذي أعاد الثقة للجماهير بفضل سلسلة انتصاراته وبريق لاعبيه الشباب، يدرك أن الهزيمتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية مؤلمتان، لكنهما قابلتان للإصلاح.
اللافت أن الهزيمة الكتالونية قوبلت بانتقادات واسعة، في وقتٍ اعتُبر فيه سقوط ريال مدريد أمام أتلتيكو بخماسية حادثًا عابرًا من قِبَل الصحافة المدريدية. المفارقة تُظهر حجم الضغط الدائم على برشلونة، وحساسية أي تعثر في مشروع فليك.
الموسم ما زال في بدايته، وما يحتاجه المدرب الألماني الآن هو إعادة ضخ الحيوية والروح في فريقٍ أظهر في الأسابيع الأخيرة علامات تعب وغرور زائف بأنه لا يُقهَر. عودة لامين يامال ورافينيا وفيرمين لوبيز بعد التوقف الدولي قد تُعيد بعض التوازن، لكن المطلوب أكثر من مجرد أسماء؛ المطلوب روح جديدة وسرعة في التحرك وجرأة في اللعب.
أما روبرت ليفاندوفسكي، فعليه أن يستعيد عظمته المعهودة ويقود الفريق كما فعل في مواسمه الأولى. وقد لخص فليك الموقف بأبسط العبارات وأعمقها دلالة:”بإمكاننا اللعب في سياقات مختلفة” ، الرسالة واضحة: التنوع، لا العناد، هو ما سيعيد برشلونة إلى القمة.