مشكلة برشلونة الحقيقية بدأت منذ الخسارة أمام بايرن ميونيخ الألمانى بأربعة أهداف مقابل لاشيء فى عام 2013 هنا بات الفريق فى أزمة ثقة كبرى وإن لم تكن ظاهرة أمام الجماهير الكتالونية بسبب الإنجازات السابقة للفريق وفوز الفريق بلقب الليجا وقتها.
الجماهير والإدارة إرتكبتا نفس الخطأ الفادح بإعتبار الخسارة أمام البافارى كأنها حدث عادى وفسروها بأن الفريق لم يكن يومه وهنا بدأت الكارثة فالفريق كان بالفعل مترهلا فقد كبر تشابى وحفظ الجميع إسلوب إنيستا وأصبح دفاع الفريق بدون قائد بعد توقف بويول عن اللعب وعدم إجادة ألفيس وخوردى البا للأدوار الدفاعية مما يجعل الفريق منهارا أمام أى فريق يلعب بأجنحة بقيمة رونالدو وبيل وروبين وريبرى وباستورى وأمام هدافين كبار مثل بينزيمة ومانذوكيتش ودييجو كوستا .
أشياء أخرى أوصلت برشلونة لحالة التراجع أمام الفرق الكبرى هي أن ميسى لم يعد خارقا لأسباب عديدة أولها هو أنه ظن إنه قادر على أن يكون أفضل لاعب فى العالم دون مجهود ففى موسم الخسارة المذلة أمام البايرن حقق لقب أحسن لاعب فى العالم مع إنه بدأ التراجع وقتها بالإضافة لمشاكله مع الضرائب جعلته تائها فى الملعب يبدو كشبح بالإضافة لأن رونالدو الخارق أصبح يمثل ضغطا كبيرا عليه بسبب تقدم مستواه بصورة ملفته كما إنه لم يعد اللاعب الاهم فى منتخب الأرجنتين فى ظل تواجد ماسكيرانو ودى ماريا اللذين كانا يبذلا الغالى والنفيس من أجل القميص الأبيض والسماوى بالإضافة لعجزه فى أن يكون مثل مارادونا ويقود التانجو للفوز بكأس العالم كل هذه العوامل جعلت ميسى يتحول من سوبر مان إلى لاعب جيد فقط مع برشلونة وأحيانا نجده مريضا يتقيأ فى الملعب مما أفقد برشلونة سلاح الصدمة والرعب لمنافسيه.
برشلونة وضع قدمه فى الوحل بسبب الفساد المالى والإدارى فى صفقة نيمار فإنهارت إدارة روسيل وحتى إدارة بارتيميو كل يوم تزيد الأمور سوءا بمواصلتها الكذب لكى تخبيء الفضيحة وجاء قرار منع برشلونة من إبرام أى صفقات كالقشة التى قسمت ظهر البعير ونظرا لأن إدارة الفريق حاليا مترهلة فإن قرار منع الفريق من الإنتقالات حتى يناير 2016 جعلها تلهث فى السوق من أجل التعاقد مع أكبر كم من الصفقات دون وعى وقامت ببيع ثلاثة نجوم فى موسمين وهما تياجو ألكانتارا وألكسيس سانشيز ثم فابريجاس بالإضافة لعدم الإستفادة من قدرات جيرارد ديلوفيو وأبرمت صفقات لايبرمها فريق متوسط فى الليجا مثل جيريمى ماثيو ودوجلاس وفيرمالين وحتى راكيتيتش ليس بالمخلص الذى سينتشل الفريق من عثرته وبدلا من التعاقد مع نجوم حقيقية مثل هومليز وفيراتى ورويس بات على جماهير برشلونة أن تتحمل رؤية فريق نصفه من أنصاف النجوم وقد يزداد الوضع سوءا إذا لم يستطيع سواريز أن ينتشل الفريق من غفوته الهجومية لأن هذا سيزيد الهوة بينه وبين كبار أوروبا مثل الريال والبايرن وتشيلسى وقد نرى برشلونة يخرج مثلا من ثمن النهائى أو فى أحسن الحالات من ربع النهائى .
وأكبر خطيئة إرتكبتها إدارة برشلونة التعاقد مع مدرب مثل لويس إنريكى لايمتلك الخبرات لإحتواء كل تلك الكوارث فى برشلونة وكان أبدى للبرسا التعاقد مع مدرب مثل كونتى او سيميونى او يورجن كلوب او المحنك لويس فان جال من أجل إخفاء كل تلك العيوب الفنية والإدارية داخل الفريق الذى كان فى السابق أكثر خطر يهدد أوروبا بعد سقوط النازية فى منتصف الأربعينيات !
محمد أشرف_ هاى كورة
الاخبار