2025/08/05 - 7:57 صباحًا

لامين يامال، من حفلة إلى أخرى

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي هوغو سكوتشيا – SPORT)

أكتب هذه السطور وأنا أتابع، بدهشة لا تخلو من الإعجاب، كيف يواصل لامين يامال إشعال الساحة الكروية، بل وحتى خارجها.

لا يخفى على أحد أن هذا الفتى يثير الفزع في بعض الزوايا المتحفزة من هذا البلد، بعد عصر ميسي، ظننا أن سنوات طويلة ستمر قبل أن نرى لاعبًا من “البيت” يمتلك القدرة على الهيمنة على كرة القدم لعقد أو عقدين.

وها هو يامال يفاجئ الجميع، بمن فيهم نحن، الذين اعتدنا الشك في الوعود المبكرة.

لنكن واقعيين، من المبكر إعلان ولادة أسطورة، فالحظ والمثابرة هما الفاصل الحقيقي، لكن إن سارت الأمور كما هي، فإننا أمام مرشح قوي ليكون نجم الجيل الجديد، وربما الأبرز في العقود القادمة.

وهذا بالضبط ما يُقلق البعض في العاصمة، أولئك الذين لا يتورعون عن تسليط سهامهم، مهما كانت تفتقر إلى الأخلاق، أو حتى إلى الذكاء.

أتذكر كيف بدأوا الموسم الماضي بهجمات بائسة: تحدثوا عن محيطه، عن أصوله، بل حتى عن ضمادة يده.

واليوم، ها هم يعودون مجددًا، وهذه المرة، اختاروا حفلة عيد ميلاده، تخيلوا، شاب في الثامنة عشرة، ناجح، ثري، ومشهور، يحتفل بعيد ميلاده، فيتحول الأمر إلى قضية رأي عام، وكأن الفرح أصبح جرمًا يُعاقب عليه.

كل هذا التهويل لم يكن عفويًا، بل محاولة مكشوفة لزعزعة توازن لاعب يبدو أن النقد لا يضعفه، بل يزيده إصرارًا وتألقًا.

لكن ما لم يفهمه هؤلاء أن لامين لا يحتاج إلى قاعات فاخرة ليحتفل، فهو يقيم حفلة كل ثلاث ليالٍ على ملاعب أوروبا: في البرنابيو، السان سيرو، أو المونتجويك.

نعم، لامين يامال “فنان حفلات”، لكنه لا يرقص إلا على عشب الملعب، ورقصاته تمريرات ساحرة ومراوغات لا تُصدق.

ذلك الموسم، استعدوا لحفلاته الكبرى… حيث ستكون كل ليلة أبطال أوروبا مسرحًا جديدًا لعروضه المجنونة.