
هاي كورة (تقرير من as)
لم يكن رحيل كارلو أنشيلوتي عن ريال مدريد في 2015 مجرد قرار فني تقليدي، بل نتيجة لتداخل غريب بين الإحصاءات الرقمية وتدخلات اللاعبين الكبار. وعلى الرغم من أن الإيطالي عاد لاحقًا ليكتب فصلًا أكثر إشراقًا في مسيرته مع “الميرينغي”، فإن خروجه الأول ظل محاطًا بالأسئلة.
خلال صيف 2015، وبعد عام واحد فقط من التتويج بالعاشرة الأوروبية، وجد أنشيلوتي نفسه خارج أسوار البرنابيو.
في كتابه “القيادة الهادئة”, روى المدرب ما حدث خلف الكواليس، كاشفًا عن عاملين رئيسيين شكلا نقطة التحول: تقرير من اليويفا، ومكالمة من غاريث بيل.
كان السبب الأول تقريرًا إحصائيًا من الاتحاد الأوروبي يشير إلى أن تدريبات ريال مدريد كانت أقل كثافة من نظيراتها في أوروبا.
الغريب أن التقرير صدر بالتزامن مع خسارة مفاجئة أنهت سلسلة من 22 انتصارًا متتاليًا.
بدلاً من دعم المدرب، ضغطت الإدارة لزيادة الجرعات التدريبية، فيما رأى أنشيلوتي أن اللاعبين مرهقون ويحتاجون للراحة أكثر من العمل البدني.
أما السبب الثاني فكان أكثر حساسية: تدخل مباشر من بيل عبر رئيس النادي.
بعدما استُبدل الويلزي في مباراة أمام فالنسيا، اشتكى وكيله مطالبًا بمركز جديد في الملعب.
وعندما سُئل أنشيلوتي عن رده، أجاب بثقة: “لن أغيّر النظام في منتصف الموسم”، هذه الجملة، كما يقول، غيّرت علاقته بالرئيس بيريز تمامًا، ولم يتردد المدرب في مصارحة بيل باليوم التالي، وقال له: “لماذا لم تتحدث معي مباشرة بدلًا من الذهاب إلى الرئيس؟”.
أوضح له أن التغيير ممكن فقط في فترة الإعداد، لا خلال موسم مشتعل بالمنافسات.
بعد سنوات، عاد أنشيلوتي لقيادة ريال مدريد مجددًا، وحقق نجاحات أكبر ولقب دوري أبطال آخر، واصفًا تجربته الثانية بـ”شهر العسل”.
رغم رحيله مجددًا، يصر كارليتو على أن علاقته بالنادي “لن تنتهي أبدًا”.