
هاي كورة- يستعد المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي لتوديع ريال مدريد منهيا تجربته الثانية مع النادي بشكل محزن لمحبيه حيث سيغادر اوروبا نحو امريكا الجنوبية لخوض تجربة جديدة بكل المقاييس من خلال تولي تدريب المنتخب البرازيلي .
الموسم الرابع و الاخير من التجربة الاسبانية الثانية للمدرب الايطالي كان للنسيان بعد انتكاسة ريال مدريد محليا و قاريا و هي الانتكاسة التي حملت مسؤوليتها لكارلو انشيلوتي .
ستة انكسارات تختصر فشل المدرب انشيلوتي مع ريال مدريد في الموسم الحالي و التي اجبرته على الخروج من الباب الضيق للنادي رغم الانجازات التي كان وراء تحقيقها .
طغيان الفردية:
الانكسار الاول لانشيلوتي هو افراطه في الاعتماد على الاداء الفردي لعدد من اللاعبين على غرار جود بيلينغهام ، فينيسيوس جونيور ، كريم بنزيما و الحارس تيبو كورتوا الذين انقذوه في اكثر من مناسبة حيث كان حبل المشنقة ينتظره مثلما حدث في نهائي الابطال عام 2022 حيث ادى الحارس البلجيكي دور المنقذ له ، و في اغلب المباريات غابت الجمل التكتيكية التي تعكس بصمة انشيلوتي مقابل حضور طاغي للمهارات الفردية .
فراغ التتويج:
لم يكن للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان ان يصل الى المكانة المرموقة في ريال مدريد لولا الانجاز التاريخي الذي حققه عندما احتفظ بلقب دوري ابطال اوروبا مرتين على التوالي في 2017 و 2018 بعدما ناله اول مرة في 2016 بينما انشيلوتي لم ينجح في الاحتفاظ بأي لقب سواء في تجربته الاولى او الثانية فهو مثل تلميذ سنة اولى يكتب سطرا و يترك سطرا .
افكار تقليدية:
ينسب فشل الريال في الموسم الحالي للطريقة البدائية التي يلعب بها الفريق تحت اشراف انشيلوتي و التي جعلته قليل الركض و قليل الاستحواذ و ضعيف الضغط على المنافس مما جعل المنافس يحصل دوما على فرصة لمباغتة الريال .
انشيلوتي اظهر انتمائه للمدرسة التقليدية المحافظة التي تعتمد على الفردية اكثر من الاعتماد على المجموعة حيث يذوب الفرد و يتحول اللاعبين الى مجرد بيادق يتحركون وفق خطة المدرب .
الموسم الصفري:
يعاب على انشيلوتي خروجه بموسم صفري على صعيد الالقاب و على صعيد المواجهات ضد برشلونة ، فالريال خسر لقب الليغا و دوري الابطال و عجز عن استعادة كاس الملك كما خسر مواجهات الكلاسيكو الاربع سواء في ملعبه او في ملعب غريمه او حتى في ملعب محايد .
الخوف:
رغم ان كارلو انشيلوتي عرف باعتماده على خطة تقوم على تواجد مهاجمين فقط غير انه تخلى عنها من اجل ارضاء البرازيل ممثلة في نجميها فينيسيوس جونيور و رودريغو بإشراكهما معا بجانب كيليان مبابي كراس حربة في وقت كان يتعين عليه التضحية بأحد المهاجمين و وضعه على دكة الاحتياط غير ان ذلك يحتاج الى جسارة لا تتوفر عند المدرب الايطالي .
توقيت الرحيل:
لم يتعلم انشيلوتي من تجاربه السابقة بما فيها تجربته الاسبانية الاولى و لو كان تعلم لغادر ريال مدريد في نهاية الموسم المنصرم بعد احرازه ثنائية الدوري و الابطال حيث كان سيخرج مرفوعا على الاكتاف و من اوسع ابواب السانتياغو بيرنابيو غير انه اصر على الاستمرار و تمديد عقده في نادي لا يمنح الفرصة الثانية إلا عند الحصول على لقب كبير .