منذ أن أعلن برشلونة عن تعاقده مع انريكي وتفائل الكثير من عشاق النادي الكاتلوني بقدوم المدرب الاسباني خاصة أنه أظهر منذ يومه الأول في الفريق مدى حماسته واستعداده لإعادة برشلونة لسابق عهده ولإعادة غرز الجوع والقتال في قلب اللاعبين من أجل تقديم أفضل أداء ممكن .
بدأ انريكي الموسم بصورة جيدة جدا وحقق الفوز في الجولات الأربع الأولى في الليغا بشكل متتالي وبشباك نظيفة وأيضا فاز في أولى جولات دوري الابطال ولكن التعثر بدأ وبدأت الشكوك منذ التعادل ضد ملقا وغياب الفريق تماما في تلك المباراة وعجز اللاعبين عن صناعة اي فرصة للتسجيل واستسلامهم لقوة ملقا الدفاعية .
ثم عاد الفريق ليكتسب ثقة جمهوره بفوز عريض على غرناطة بسداسية ولكن تلك الثقة أصابتها بعض الشكوك من جديد بعد السقوط ضد باريس رغم الغيابات ومدى الضعف الذي بدا عليه الدفاع الذي لم يكن قد استقبل أي هدف قبل تلك المباريات .
ما ظهر في هذه المباراة وفي مباراة ملقا كشف أن نقاط ضعف برشلونة لازالت كما هي لاتتغير ، فالفريق لازال يعاني بشكل كبير في المرتدات ولاتكون هناك تغطية واضحة أو تكتيك منظم للحد من خطورتها ، كما انه لازال يواصل الفشل في استغلال أي ركنية تحتسب له حيث تبدو وكأنها كرة على الفريق وليست لصالحه ، كما أنه لازال يواصل الفشل في الكرات الثابتة للمنافسين حيث تعد أكبر خطورة على مرمى الفريق وربما أخطر حتى من ركلات الجزاء .
كل هذا قد لايكون مهما خاصة أننا لازلنا في بداية الموسم والفرصة مواتية لانريكي لاصلاح الأخطاء ولكن المقلق أن انريكي بنفسه صرح بأنه ليس مستعدا نهائيا لتغيير طريقته أو اسلوبه من مجرد خسارة ولا حتى 50% منها ، فهذا يثير القلق لأن العند والإصرار هما من كانا السبب في تدهور مستوى برشلونة في السنوات الأخيرة .. فالعند بالتدوير بشكل مبالغ فيه قد يودي بالفريق إلى السقوط .. والعند في استبعاد لاعبين بغية الاستبعاد فقط سيودي بالفريق إلى السقوط والعند في التغيير في تشكيلة كل مباراة وابعاد الانسجام عن اللاعبين سيودي بالفريق إلى السقوط .. !
من جهة أخرى فإن أنشيلوتي هذا الموسم يبدو مجتهدا بشكل كبير ، فهو أكثر من يستفيد من عثراته ، فبعد هزيمتي الريال في الليغا تطور مستوى الفريق وصار أفضل وبدأت الانتصارات المتتالية وهذا مايميزه عن غيره من المدربين ، حيث لايوجد للعند مكان في قاموسه ، ودائما يفعل ماهو صالح للفريق بغض النظر عن أي قناعات أو أي شيء آخر .
أنشيلوتي هذا الموسم جعل كريستيانو يلعب بحرية أكثر حيث قربه بشكل أكبر من منطقة الجزاء وجعل الفريق بأكمله يلعب لصالحه لذلك كريستيانو هذا الموسم يبدو عبقريا ومتقنا بشكل كبير للفرص التي تتيح له ويسجل الأهداف بكل سهولة ويحقق الأرقام القياسية .
وفي الوقت نفسه فإن ميسي مع انريكي يتألق بشكل كبير أيضا وإن كان انريكي جعل ميسي يتراجع قليلا في الهجوم حيث يبدو في كثير من المباريات وكأنه يلعب كصانع ألعاب وليس مهاجم بالقرب من منطقة المرمى ، لذا قلت أهداف ميسي مقارنة بالمواسم الماضية في حين زادت عدد تمريراته الحاسمة ، بغض النظر عن إن كان انريكي محقا في ذلك أم لا فإن تألق ميسي في أي مكان يلعب فيه في الملعب واجادته حتى وان كان يحب أكثر القرب من منطقة الجزاء كل هذا يثبت أنه لاعب ملتزم ولايفرض رأيه على مدربه ويقبل باي شيء مادام في مصلحة الفريق .
ريهام محمد – هاي كورة
الاخبار