نقاط عديدة لا نعلمها في حياة نجوم كرة القدم حيث تظل في الظلام حتى يتم كشف الستار عنها لنراها بوضوح وأحياناً نعرفها لكن لا نعرف ماورائها وماخلفته من أحداث ألقت بظلالها على حياة اللاعبين .
ويعد كوستا أحد هؤلاء اللاعبين الذين عاشوا محطات كثيرة في الطفولة أثرت كثيراً عليهم بعد ذلك وربما لا يعلم تلك المحطات متابعي كوستا , فحينما كان كوستا لازال مولوداً ولم يكمل الشهر لدغه ثعبان وكاد أن يودي بحياته ولكن تم انقاذه وكانت تلك هي أولى الأحداث الصعبة في حياة كوستا حيث تعرض في مرحلة الصبا لحادث مروع نال من الحافلة التي كان يقلها هو والكثير من الأطفال الصغار والذين مات منهم عدد كبير إثر هذا الحادث لكنه نجا منه ليظل ذلك المشهد مطبوعاً في ذاكرته ومؤثراً عليه ولعل الإصابة الطويلة التي تعرض لها وهددت مشواره مع كرة القدم كانت من أصعب المحطات التي توقف عندها كوستا والذي قوبل بصافرات الاستهجان من مشجعي البرازيل الذين اعتبروه خائناً لانضمامه للمنتخب الإسباني لكن الحقيقة أن هذا النجم والذي جعلته الأحداث التي مر بها يتمتع بقوة وإرادة كبيرين لم يفكر في الهروب وعدم تمثيل بلاده ولكن سكولاري لم يفكر به يوماً مما جعله يبحث عن الفرصة في منتخب أخر شأنه شأن الكثير من اللاعبين الذي يفقدون الفرصة في تمثيل منتخبات بلادهم .
فكوستا منقسم لشطرين كما رسمه أحد الرسامين في شوارع البرازيل النصف مع المنتخب الإسباني والنصف مع المنتخب البرازيلي فهو احترافياً يريد فوز إسبانيا لكن القلب لا يحمل سوى الوطن الذي تمنى أن يمثله لكن الفرصة أبداً لم تأتي .. فأي الشطرين سينتصر بالنهاية ؟!
دعاء أحمد – هاي كورة .