تشير وضعية جداول الترتيب العام الحالية للدوريات الاوروبية الخمسة الكبرى و ايقاع المنافسة من جولة لأخرى ان الاندية المتصدرة حسمت امورها و سيكون المتصدر الحالي هو البطل في نهاية الموسم بالنظر الى فارق النقاط المريح في بعض الدوريات و الى اصرار المتصدر على الفوز و الحفاظ على تصدره حتى و ان كان الفارق ضئيل عن ملاحقه المباشر.
ففي الدوري الانجليزي الممتاز استفاد المتصدر ارسنال من مباراته المؤجلة ضد ايفرتون ليوسع الفارق بينه و بين ملاحقه المباشر مانشستر سيتي ليصبح خمس نقاط مما يمنحه اريحية في مواصلة السباق بنفس الايقاع و هو ما جسده ضد بورنموث في الجولة ال26 حيث قلب تخلفه في النتيجة الى فوز هام عزز حظوظه في التتويج باللقب للمرة الاولى منذ العام 2004.
و اظهر ارسنال شخصية البطل بعدما نجح في تجاوز تعثره ضد منافسه الرئيسي على اللقب مانشستر سيتي عندما خسر امامه بثلاثة اهداف لواحد حيث تمكن بعدها من استعادة وتيرة الانتصارات المتتالية التي من شانها ان ترهق ملاحقه .
و في الدوري الايطالي لم تكن الهزيمة التي مني بها امام ضيفه لاتسيو روما في الجولة ال25 من الموسم لتقلل من حظوظ المتصدر نابولي في التتويج بلقب يفتقده منذ العام 1990. و لا يزال نابولي على راس جدول الترتيب العام بفارق مريح بلغ 15 نقطة عن ملاحقه المباشر انتر ميلان الذي فال على ليتشي .
و لم تكن خسارة لاتسيو روما سوى كبوة توقعها مدرب نابولي لوتشيانو سباليتي عندما حذر لاعبيه من الغرور و من تراجع الاداء الناجم عن ضعف المنافسة مع بقية الفرق التي فقدت امالها في التتويج و تلعب من اجل المراكز الاوروبية او من اجل البقاء . و الفريق مرشح لاستعادة توهجه بل ان الخسارة من لاتسيو ستكون حافزا لنابولي للاستمرار في المقدمة .
و في الدوري الاسباني عاد المتصدر برشلونة لسكة الانتصارات بعد تعثره امام الميريا محققا فوزا عسيرا و لكنه هاما ضد فالانسيا بهدف نظيف ضمن فعاليات الجولة ال24 من المنافسات موسعا الفارق الى 9 نقاط عن ملاحقه المباشر حامل اللقب ريال مدريد المتعثر امام ريال بيتيس بسقوطه في فخ التعادل السلبي ليخسر اربع نقاط في جولتين بعدما كان قد تعادل في الدربي المدريدي امام اتلتيكو مدريد .
و يبدو برشلونة في افضل و اريح رواق لمواصلة سلسلة نتائجه الايجابية حتى و ان تخللتها جولة متعثرة لن تؤثر لا على ترتيبه و لا على حظوظه في التتويج .
و في الدوري الفرنسي يبدو باريس سان جيرمان قد حسم امره في تتويج مبكر باللقب بعد فوزه بالكلاسيكو على غريمه اولمبيك مرسيليا في عقر داره ثم تبعه بفوز على نانت ليجد الفارق بينه و بين ملاحقه المباشر مرسيليا قد وصل الى ثماني نقاط . كما يبدو ان بقية الاندية قد حسمت امرها و تأكدت من استحالة مجاراة النادي الباريسي على الصدارة و التتويج و الافضل لها تركيز جهودها على مركز الوصافة و المراكز الاوروبية بعدما تأكدت من صعوبة الاطاحة به مهما قاتلت بل ان أي فريق يمكنه خطف تعادل من قلب حديقة الامراء بجهود مضنية قد تكلفه غاليا في الجولات الموالية .
و في الدوري الالماني يبدو المتصدر حامل لقب المسابقة منذ العام 2013 بايرن ميونخ و كأنه يتلاعب بمشاعر محبيه و محبي منافسيه بل يبدو وكأنه يتعمد التراجع ليمنح الفرصة لهم للاقتراب منه او حتى اللحاق به من اجل رفع ايقاع المنافسة في الدوري الالماني تفاديا للتتويج المبكر الذي جعل المسابقة محل انتقادات و مطالب بتعديل نظامها من خلال استحداث صيغة البلاي اوف التي تهدد النادي البافاري.
و يتقاسم بايرن ميونخ صدارة الدوري حاليا مع غريمه بوروسيا دورتموند غير ان البافاري لديه افضلية تهديفية .
و عاد بايرن ميونخ ليفوز داخل و خارج قواعده حيث تفوق على شتوتجارت بهدفين لهدف و قبلها فاز على اونيون برلين مبعدا اياه عن المنافسة .
و يبدو ان بايرن ميونخ يترقب المواجهة الحاسمة التي ستجمعه بغريمه دورتموند عندما يلتقيان في ميونخ في الاول من نيسان برسم الجولة ال26 لحسم امره ان لم تحسم في الجولتين القادمتين.