عاد ارسنال ليتصدر ترتيب الدوري الانجليزي الممتاز بعد ايام قليلة من تراجعه للمركز الثاني خلف المتصدر مانشستر سيتي الذي عاد بدوره لمركز الملاحق المباشر و بإمكانه استعادة الصدارة في قادم الجولات مثلما يمكن لمانشستر يونايتد صاحب المركز الثالث اعتلائها .
هكذا هو حال الدوري الانجليزي الممتاز كل موسم اثارة و تشويق حتى الرمق الاخير من السباق حيث يمكن ترشيح أي فريق للفوز بتاج البطولة لكنه يستحيل تحديد هوية البطل قبل نهاية المنافسات .
و عودة الى ارشيف الدوري الانجليزي منذ اطلاق نسخة الممتاز منه عام 1992 نجد ان حسم هوية البطل لم يتحدد سوى في الجولات الاخيرة من الموسم بل في الجولة الاخيرة في مواسم كثيرة و البطل توج بفارق بلغ نقطة واحدة فقط عن وصيفه و ثلاث نقاط عن الثالث و هو ما يعني ان مباريات الجولة الاخيرة كانت مفتوحة امام كل الاحتمالات و التكهنات و هذا الامر ينطبق ايضا على بقية المراكز الخاصة بالوسط و بالهبوط.
ففي الموسم المنصرم لم يحسم مانشستر سيتي تتويجه بلقب الدوري الممتاز إلا بعد فوزه في الجولة الاخيرة لينهي الموسم متصدرا بفارق نقطة واحدة عن وصيفه ليفربول ، و حتى الدقيقة ال81 من مباراة مانشستر سيتي و استون فيلا كان ليفربول هو البطل .
و الواقع ان المتعة التي يضمنها الدوري الانجليزي الممتاز تكمن في استحالة هيمنة أي فريق على الصدارة دون تهديد من ملاحقيه المباشرين عكس بقية الدوريات الاوروبية الكبرى الاخرى حيث تعرف هوية البطل بمجرد انتصاف الموسم بسبب ايقاع النتائج الذي يفرضه المتصدر مقارنة ببقية الاندية .
ففي الدوري الاسباني يتجه برشلونة الى استعادة اللقب بنسبة كبيرة بعدما تصدر على حساب غريمه ريال مدريد ، و في الدوري الايطالي تبدو الامور حسمت لصالح تتويج نابولي بعد الفارق المريح الذي بلغه ، و في الدوري الفرنسي لا تبدو مهمة باريس سان جيرمان صعبة في الاحتفاظ بتاجه بعدما فشل ملاحقوه في كبح جماحه ليصل بالفارق الى خمس نقاط حتى و هو في اسوأ احواله و حتى في الدوري الالماني اين يواجه بايرن ميونخ متاعب لكنها تبدو مجرد كبوة.
اما الدوري الانجليزي الممتاز فلا يعترف بالبطل المسبق فذلك يعني ان المنافسات واقعيا ستتوقف ، و الجماهير ستعزف عن حضور المباريات و مشاهدتها طالما تعرف البطل المتوج لأنه في مثل هذه الحالات ستبدو المنافسات و كأنها بثا غير مباشر لمباراة عرفت نتيجتها مسبقا .
الحقيقة الهامة ايضا التي لا يمكن تجاهلها هي ان اندية وسط الترتيب الراغبة في مشاركة قارية ، و قاعه التي تحلم بتفادي الهبوط لها دورا و دورا اساسيا في استمرار التشويق بالدوري الانجليزي الممتاز حتى جولاته الاخيرة من خلال قدرتها على الاطاحة بالمتصدرين الاوائل .
و بينما المنافسة في اسبانيا و ايطاليا و فرنسا و المانيا لا تمنح سوى فرصة واحدة للتتويج و للبقاء ، فرصة قد تبدد مع بداية الموسم فان الدوري الانجليزي الممتاز يمنح فرصة ثانية تستمر حتى النهاية تمنح الحظوظ لأي فريق بتحسين مركزه في الترتيب العام .
و للتأكد من وجود فرصة ثانية امام كافة الاندية لتغيير مراكزها يكفي القاء نظرة بسيطة على جدول الترتيب العام الحالي ، فالظفر بتأشيرة المشاركة في رابطة ابطال اوروبا لا يزال متاحا امام حتى تشيلسي صاحب المركز العاشر لان الفارق بينه و بين الرابع حاليا عشر نقاط فقط ، اما بالنسبة للهبوط فحتى الفرق الثلاثة الاخيرة يمكنها النجاة .