تعكس النتائج التي سجلها اتلتيكو مدريد خلال الموسم الجاري و على كافة المستويات عن تراجع دوره ، فبعدما كان يؤدي دور البطل او على الاقل منافسه الاول اصبح مجرد كومبارس سواء تعلق الامر بمسابقتي الليغا و كاس الملك او دوري ابطال اوروبا .
و نجح اتلتيكو مدريد بعد تولي المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني جهازه الفني اواخر العام 2011 و على مدار سنوات طويلة في تحسين نتائجه و اداءه و رفع مكانته حتى اصبح ندا قويا للغريمين ريال مدريد و برشلونة و الانجازات التي حققها تؤكد ذلك حيث نال تحت اشرافه ثمانية القاب محلية و قارية فضلا عن بلوغه نهائي دوري ابطال اوروبا مرتين في 2014 و 2016 و تجاوزه دور المجموعات كان مهمة سهلة عليه .
و اشر اتلتيكو مدريد عن تراجعه حتى عندما توج بطلا لليغا اذ ان التتويج ناجم عن تراجع نتائج غريميه برشلونة و ريال مدريد و ليس تألقا منه .
و توحي نتائج الروخي بلانكوس في هذا الموسم عن حالة عجز الفريق عن مجاراة ايقاع منافسيه محليا و قاريا بدليل ترتيبه في الدوري الاسباني و الفارق الشاسع الذي يفصله عن المتصدر برشلونة و اقصائه مبكرا من مسابقة كاس الملك قبلها خروجه من دور المجموعات لرابطة ابطال اوروبا و فشل حتى في التحول لمسابقة الدوري الاوروبي.
كما ان نتائجه في المواجهات المباشرة ضد برشلونة و ريال مدريد اصبحت محسومة لهما سواء على ارضه او خارج قواعدهما.
و الواقع ان الاسلوب التكتيكي الذي يعتمده اتلتيكو مدريد في مبارياته و الذي يعتمد على التكتل الدفاعي و الروح القتالية العالية وفق فلسفة المدرب الارجنتيني اصبح اسلوبا غير مجدي و غير فعال و جعل الفريق غير قادر لا على الحفاظ على نظافة شباكه و لا على التسجيل و ابرز مثال على ذلك خسارته من ريال مدريد في ربع نهائي كاس الملك بثلاثة اهداف لهدف واحد بعدما كان متقدما في النتيجة .
و يحاول المدرب الارجنتيني و حتى الادارة و بعض اللاعبين تبرير التراجع بانحياز الحكام و محاباتهم لغريميه ريال مدريد و برشلونة في وقت يصعب على محبيه تجرع هذا التبرير في ظل تدهور اداء الفريق فرديا و جماعيا مقارنة مع اداءه قبل اربع او خمس سنوات .
و زادت الامور تدهورا في اتلتيكو مدريد مع فشل تعاقدات راهن عليها خاصة تعاقده مع النجم البرتغالي جواو فيليكس صيف العام 2019 في اغلى صفقة في تاريخ النادي حيث عجز عن تقديم الاضافة و اضطر النادي الى اعارته لتشيلسي في يناير المنصرم كما ان عودة النجم انطوان غريزمان لم تأتي بثمارها بعدما فشل في محو خيبة انتقاله لبرشلونة . و بات النادي المدريدي بحاجة الى احلال سواء تحت اشراف مدربه الحالي او مدرب اخر يشمل اسلوبه التكتيكي حيث يتعين عليه التخلي عن الطريقة الدفاعية التي جعلت منه كتابا مفتوحا لجميع منافسيه و يشل ايضا تركيبته البشرية بالتخلي عن الكثير من اللاعبين و ضخ دماء جديدة تتماشى مع اهداف طموحات الفريق في العودة لأداء دور البطل