يقول المثل.. الهزيمة يتيمة و للفوز مائة اب .. هذا المثل ينطبق كثيرا على الانتصارات التي يحققها أي منتخب في كرة القدم حيث يتنصل الجميع من تحمل المسؤولية عند الخسارة و لا احد يقر بدوره في وقوعها بينما في حال الانتصار فان الجميع يحاول ان يظهر تأثيره و دوره في تحقيقه من المدرب الى جميع اللاعبين الاساسيين و الاحتياطيين مرورا بالإداريين و الطاقم الطبي وصولا الى الجماهير و الصحافة الى درجة تجعل الانتصار يبدو و كأنه غير شرعي لو طبقت عليه نفس التشريعات المطبقة في انجاب الاطفال .
غير ان الامر اختلف مع الانتصار الكبير الذي حققه المنتخب الارجنتيني فالجميع اعترف و اقر بان له اب واحد هو نجمه و هدافه ليونيل ميسي مما جعله انتصارا شرعيا بكل المقاييس .
فميسي قام بالدور الاساسي لجعل الارجنتين تفوز بلقب المونديال في نسخة قطر 2022 التاريخية بعد سنوات من الانتظار . فهو من حفز بقية اللاعبين و جعلهم يحلمون و يؤمنون بقدرة الفريق على تحقيق هذا الانجاز و هذا كان دوره في غرف الملابس و خارج الملعب و هو الذي ساعد الناخب ليونيل سكالوني على اداء مهمته بنجاح فكان قائدا للفريق تحمل مسؤولية ثقيلة . و داخل الملعب سجل و صنع اغلب اهداف المنتخب الارجنتيني في المونديال و بقي يقاتل حتى الرمق الاخير من اجل اتمام صناعة الفوز و نجح في تسديد جميع ركلات الجزاء الحاسمة التي حصل عليها المنتخب الارجنتيني في البطولة.
ميسي ايضا ساهم في حشد جماهير العالم لدعم و تشجيع منتخب الارجنتين في نهائي المونديال ضد الديوك بينما لم يحظى منتخب فرنسا سوى بدعم الفرنسيين بل ربما حتى بعض الفرنسيين كان يرى في تتويج ميسي عدلا و خسارته ظلما ، فاغلب الجماهير في المعمورة تمنت تتويج الارجنتين باللقب العالمي من اجل ميسي ثم فرحت لأجل فوزه . و في المنتخب الارجنتيني الجميع اعترف و اقر بأنه بدون ميسي لم يكن للمنتخب ان يحقق تاج المونديال حتى لو استبدل بفريق بأكمله فدوره كان استثنائي غير قابل لتعويض لذلك فهو الاب الوحيد لهذا الانتصار الذي حققته الارجنتين
الاخبار