يبدو ان لعنة التتويج بجائزة الكرة الذهبية قد تحورت و اصبحت اكثر فتكا بأصحابها بعدما اصابت اخر من توج بها و هو المهاجم الفرنسي كريم بنزيما حيث تعرض لإصابة ابعدته نهائيات عن المشاركة مع منتخب الديوك في نهائيات مونديال قطر 2022.
و منذ نسخة اسبانيا 1982 و حتى دورة روسيا 2018 و على مدار عشر دورات نهائية من كاس العالم لم يغب عن أي واحدة منها الفائز بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها سنويا مجلة فرانس فوتبول الفرنسية غير ان جميع من نالها فشل مع منتخب بلاده في الفوز بلقب المونديال في الدورة التي اعقبت تتويجه بالجائزة بل و الكثير منهم خيب امال محبي منتخبه بمردود متواضع .
ففي مونديال 1982 شارك الفائز بالكرة الذهبية المهاجم الالماني كارل هاينز رومنيغيه مع منتخب المانشافت و كاد يودع البطولة من دورها الاول لولا المؤامرة بين المانيا و النمسا التي اطاحت بالجزائر و منحت ورقة التأهل للمانشافت و بلغ النهائي غير ان رومنيغيه الذي سجل خمسة اهداف في الدورة فشل في التسجيل في المباراة النهائية ضد ايطاليا و ساهم في خسارة لقب كان في متناوله و منتخب المانيا .
و في مونديال مكسيكو 1986 شارك ميشيل بلاتيني مع منتخب فرنسا بعدما توج بالكرة الذهبية ثلاث مرات على التوالي في 1983 و 1984 و 1985 غير انه في المونديال ظهر بصورة باهتة مكتفيا بتوقيع هدفين ضد ايطاليا و البرازيل و عجز عن هز شباك المانيا في الدور النصف النهائي .
و في مونديال ايطاليا 1990 راهن الجميع على ان المهاجم الهولندي ماركو فان باستن الفائز بالكرة الذهبية لعامي 1988 و 1989 ليكون نجم البطولة و هدافها بعد عروضه القوية مع منتخب الطواحين الهوائية في اورو 1988 و هدفه الخرافي في مرمى دساييف ، و مع الميلان في دوري ابطال اوروبا غير انه فشل فشلا ذريعا حيث لم يسجل أي هدف خلال اربع مباريات في حين انه سجل خمسة اهداف في اورو 1988.
و عادت لعنة الكرة الذهبية لتصيب المتوج بها خلال مونديال امريكا 1994 و هو النجم الايطالي روبيرتو باجيو الذي قاد منتخبه لبلوغ نهائي البطولة بعدما سجل خمسة اهداف غير انه في المباراة النهائية ضد البرازيل عجز عن التسجيل طوال المباراة بوقتيها الاصلي و الاضافي و اسوأ من ذلك فشل في ترجمة ركلته الترجيحية الى هدف لتخسر ايطاليا و تتوج البرازيل .
و شارك المهاجم البرازيلي الظاهرة رونالدو في نهائيات مونديال 1998 منتشيا بفوزه بجائزة الكرة الذهبية للعام 1997 بعد عروضه الخرافية مع برشلونة و منتخب السيليساو و كله امل لقيادة البرازيل للاحتفاظ بتاج المونديال ، و قدم مباريات كبيرة في دور المجموعات و الثمن و الربع و النصف النهائي حيث سجل اربعة اهداف غير ان لعنة الكرة الذهبية اصابته ليلة المباراة النهائية ضد فرنسا فكادت تحرمه من المشاركة فيها و مع انه تحامل على نفسه و خاضها لكنه فشل في التسجيل و ظهر بأداء مخيب لا يزال يثير الجدل حتى الان .
و في مونديال كوريا و اليابان 2002 راهن منتخب انجلترا على نجمه و مهاجمه مايكل اوين بعدما نال جائزة الكرة الذهبية بفضل تألقه عام 2001 مع الاسود الثلاثة في تصفيات المونديال و مع ناديه ليفربول عندما احرز الثلاثية ، غير ان اوين بصم على مونديال متواضع جدا حتى و ان سجل هدفين لم يكن لهما أي تأثير على حظوظ انجلترا في البطولة .
و في مونديال 2006 رشح الجميع منتخب البرازيل للاحتفاظ بلقبه الذي ناله عام 2002 و كان احد اسباب ترشيحه هو تواجد نجمه رونالدينو في افضل احواله بعدما احرز جائزة الكرة الذهبية للعام 2005 بعروض مذهلة مع برشلونة الذي قاده للفوز بثنائية الدوري و دوري ابطال اوروبا قبيل المونديال بأسابيع ، و ظهر رونالدينو في المونديال بصورة مختلفة تماما عن صورته مع برشلونة و فشل في التسجيل مما ساهم في خروج السيليساو من البطولة في دور الربع النهائي بخسارته من الديوك الفرنسية.
و لم ترحم لعنة الكرة الذهبية النجم الارجنتيني ليونيل ميسي في مونديال 2010 بعدما نالها اول مرة في 2009 بعد عروض خرافية قدمها مع برشلونة لم تشفع له في المونديال حيث فشل في التسجيل و خرج بخسارة ثقيلة من المانيا برباعية نظيفة في الدور الربع النهائي و مردود ضعيف .
و خاض المهاجم كريستيانو رونالدو مع منتخب البرتغال مونديال 2014 منتشيا باستعادته جائزة الكرة الذهبية من غريمه ميسي و تتويجه بدوري ابطال اوروبا مع ريال مدريد و كله امل لتكرار انجاز مشاركته الاولى بالمونديال عندما بلغ الدور قبل النهائي غير انه فشل حتى في تجاوز دور المجموعات مكتفيا بتسجيل هدف واحد . و عانى رونالدو من لعنة الكرة الذهبية في مشاركته في مونديال 2018 رغم انه دشن البطولة بشكل جيد بتوقيعه هاتريك ضد اسبانيا ثم هدفا رابعا في مرمى المغرب قبل ان يصوم عن التهديف في المباراة الحاسمة ضد اوروغواي ليخرج و منتخب البرتغال من الدور الثمن النهائي .