وجد المدرب تشافي هرنانديز مدرب نادي برشلونة نفسه في عين الاعصار و مستهدف من قبل عشاق النادي بعد الخسارة التي مني بها امام الغريم ريال مدريد في الكلاسيكو لمطالبته بترك الفريق بعدما قيمت تجربته بالفاشلة بعد نحو عام من توليه المهمة .
و عودة الى الوراء نجد انه قبل نحو عام كان تشافي المطلب الاساسي لعشاق برشلونة لمنحه فرصة تدريب الفريق بعد ازمة النتائج التي لاحقته في عهد الهولندي رونالد كومان .
و بدا وقتها و كأن الادارة استجابت لمطلب الجمهور و عينت تشافي على راس الجهاز الفني للفريق بعد فسخ عقده مع نادي السد القطري .
الان و بعد التحول الكبير في موقف الجماهير من المدرب تشافي يطرح السؤال نفسه هل كان تعيينه مدربا لبرشلونة خطوة متسرعة او ربما حتى قرارا خاطئا من ادارة النادي و رئيسها خوان لابورتا؟
الحقيقة ان اقالة كومان و تعيين تشافي كان هدفه احتواء غضب الجماهير من ادارة بدأت لتوها في رسم خريطة طريق معالجة ازمة شديدة ورثتها عن الادارة السابقة عندما توالت الانتكاسات خاصة الخسارة من بايرن ميونخ في الجولة الاولى من دور المجموعات لدوري ابطال اوروبا في اسبانيا بثلاثة اهداف .
كما ان قرار تعيين تشافي كان محاولة من ادارة برشلونة لتكرار سيناريو بيب جوارديولا الذي تولى تدريب الفريق بدون خبرات سابقة باستثناء تجربة قصيرة مع الفريق الرديف للنادي ، ثم لويس انريكي الذي تولى الزمام صيف العام 2014 بتجربة قصيرة ايضا مع روما بينما قبل برشلونة كان تشافي قد اشرف على تدريب السد القطري .
كما ان ادارة لابورتا ارادت من تعيين تشافي ربح الوقت لمعالجة مشاكل ادارية كثيرة وجدتها فان نجح منحته ثقتها للمواصلة و ان فشل تكون قد عززت موقفها في النادي امام منتقديها .
اما بالنسبة لتشافي فيبدو ان العاطفة كان لها تأثير على قرار موافقته العودة لبرشلونة و تدريب الفريق الاول رغم ان المعطيات و الظروف لم تكن مساعدة له و تختلف كثيرا عن معطيات تولي جوارديولا او انريكي .
ففي عام 2008 تولى جوارديولا تدريب فريق كان قبلها بعامين قد نجح في الفوز بثنائية الليغا و دوري ابطال اوروبا و يضم اسماء وازنة ساعدته على العمل و النجاح ، و في 2014 تولى انريكي تدريب فريق كان قبلها بعام قد نال تاج الليغا برصيد تاريخي من النقاط و قام بتعاقدات جيدة خاصة جلب المهاجم لويس سواريز و عناصر اخرى اكدت جودتها .
و بالمقابل فان تشافي و بعائق الخبرة القليلة وجد امامه فريقا منهارا فنيا و نفسيا بعد رحيل ميسي و بعد الانهيار التاريخي امام البافاري ، فهو يحتاج الى وقت اطول و الى دعم اكبر من الادارة و من الصحافة و الجماهير بعيدا عن ضغوط الانتقادات و ايضا الى تعاقدات افضل ، فتجربته تشبه كثيرا تجربة يوهان كرويف عام 1988 حيث احتاج الى نحو ثلاثة اعوام ليسترجع عرش الليغا من غريمه ريال مدريد ثم التركيز على تاج صاحبة الاذنين .