هاي كورة _ نعم هي عبارة عن حرب ذهنية ونفسية بالدرجة الأولى حاليًا بين كبار الدوري الإسباني، ولم يعد الأمر مقتصرًا فقط على ما يقدمه اللاعبون على أرض الميدان.
يدرك كل جانب في هذا الصراع جيدًا أن الكرة قبل أن تُركل بالأقدام تُلعب بالعقول، لذا حاول كلاً من الغريمين برشلونة وريال مدريد خوض غمار هذه الحرب الذهنية مؤخرًا من أجل محاولة التأثير على بعضهما حتى نهاية الليغا.
البارسا تعثر يوم الخميس الماضي أمام غرناطة، قبلها الجميع في جانب ريال مدريد لم يقل سوى شيئًا واحدًا، وهو أن برشلونة بات الأقرب لنيل اللقب بهدف نقل الضغط على رفاق ليونيل ميسي ومحاولة تشتيت تركيزهم في هذه المواجهة، حدث ذلك بالفعل ودخل صاحب الأرض اللقاء بثقة وصلت إلى حد الغرور مما جعله يتجرع مرارة الهزيمة المؤلمة في نهاية المطاف.
قرر الفريق الكتالوني من وقتها الدخول في هذه الأجواء الذهنية التي بدأها الريال، فوجدنا تصريحات صادرة من المدرب الهولندي رونالد كومان، المدافع أوسكار مينغويزا، الرئيس خوان لابورتا، وكلها على نفس النغمة، إن فاز البارسا في مبارياته المتبقية سيفوز بالليغا.
يعرف كل عاشق لريال مدريد أن ذلك مستحيل في حالة فوز فريقه بكل مبارياته أيضًا، ولكن الفكرة هنا من تصريحات برشلونة تكمن في زرع الخوف في قلوب اللاعبين ومحاولة تشكيكهم بأنفسهم قبل الجولات الحاسمة، وهو ما أكد عليه مينغويزا على سبيل المثال حينما قال بأن أحد الأندية المنافسة سوف يفقد نقطة على الأقل والقصد هنا الريال بدون أدنى شك.
لم ينسحب الريال وإعلامه من هذه الألعاب الذهنية، بل ساند يوم أمس برشلونة خلال مباراته أمام فالنسيا، وليس ذلك فحسب بل هلل فرحًا بعد اللقاء بفوز أبناء كتالونيا، وكل ذلك في مصلحة مدريد، نظرًا لأن ذلك الفوز يجعل البارسا يخوض القمة أمام أتلتيكو مدريد بكامل قوته، وفي حالة الانتصار يُهدي مباشرة الصدارة إلى الميرنجي، وهنا يتحكم الأخير في مصيره إن فاز في كل ما تبقى له من مباريات.
حرب لا زالت مستمرة ولن تتوقف إلا مع حسم لقب الليغا، ولكن يبقى الأمر المؤكد أن البقاء فيها سيكون للأقوى على المستوى الذهني قبل الفني في أرض الملعب.