هاي كورة_
حتى مباراة ألافيس التي خسرها الفريق لم يكن لوبتيغي فاشلًا من وجهة نظري, وحتى مع خسارة البرنابيو المؤلمة ضد ليفانتي, كنت أرى أن الفريق يقدم جهد “متوسط صحيح” ولكنه كان كافي لتحقيق النقاط, ولكن الأهم كان رؤية مدرب يحاول تطبيق افكاره وسط العاصفة ورغم الغيابات والجو السلبي المحيط بالفريق.
ولكن منذ لقاء بيلزن في أوروبا بالتحديد وقرر لوبتيغي رفع المنديل الأبيض بالنسبة لأفكاره والإستسلام التام لما يحدث بالفريق ويقرر اللعب بنظام زيدان, ولكن بنسخة أضعف “بدون رونالدو”. فخضع للاعبيه وأعطى الفريق حرية كبيرة للتصرف على أرضية الميدان, والإستغناء عن فلسفة الإستحواذ والضغط لصالح القادة وذو الرُتب العليا في غرف الملابس!.
جولين الذي تُحتم عليه فلسفته اللعب بظهير واضح وصريح طينة “كارفا, أودريوثولا” لتطبيق افكار مختلفة كتعريض ملعب الخصم, والحفاظ على الإستحواذ بشكل إيجابي في الثُلث الأخير, او إرسال العرضيات المتقنة, ولكنه فَضل إجلاسه إحتياطيًا لناتشو حبيس بنك البدلاء الفترة الأخيرة!
او الإبقاء على سيبايوس لاعب الوسط الأجهز فنيًا وبدنيًا من مودريتش وكروس, بل وأنه القطعة الأكثر إخلاصًا لفلسفة الرجل ولتسألوا إنريكي بالمناسبة عن ذلك ودور اللاعب الكبير في منظومة لاروخا, ومع ذلك لم يمتلك الجرأة الكافية للدفع بأودريثولا وسيبايوس والمحاولة من جديد لتطبيق افكاره!.
ولعل دعم اللاعبين له امام الصحافة دون ردة فعل واضحة في الملعب يدفعنا لفهم سبب قراره. عندها فشل لوبتيغي وفقد اخر ما دفعني انا وغيري للدفاع عنه, فقد السبب الحقيقي لقوة المدرب ومصدر الثقة التي يَبثها للفريق وهي افكاره, وفقد كذلك ثقة لاعبيه بفلسفته مما سيؤدي لإستحالة موافقتهم على تطبيقها فيما بعد. فالرجل صاحب الأفكار والفسلفة الواضحة لا يستغنى عنها ابدًا مهما عانت في البداية.
صحيح ان تاريخ مدريد مزدهر مع أولئك الذين يهتمون بكسب اللاعبين عن إظهار صرامة تكتيكية مثل زيدان وكارلو, ولكن هذا الموسم وبعد رحيل رونالدو فالفريق يحتاج لبيئة وبنية تكتيكية صلبة لتعويض رحيل هَداف ونجم كبير بذلك الحجم, حتى لو عَنى ذلك صِدام مع “مَعلمين” الفريق, ولكن لوبتيغي تنازل عن ذلك من أجل إنقاذ نفسه والتعلق بقشة اللاعبين الذين خذلوه وخذلوا الفريق كذلك وعليهم ان يكونوا خجولين مما يحدث الأن.
لا يمكنني لوم لوبتيغي بالكامل وحديثي هذا لا يضع كامل المشكلة كذلك على الرجل ولكني أردت تسليط الضوء على مساهمته بتلك المشكلة ولكنه بالطبع لم يتسبب فيها, حتى زيدان عانى من تلك الأنا والمكانة التي يتمتع بها لاعبوه خاصة من هم في اخر عقد إحترافي لهم بمسيرتهم, لذلك فَضل التعامل بحرية معهم مع وضع نقاط معينة يتحركون ضمن نطاقها ليس اكثر, كذلك الحلول التكتيكية الترقيعية التي قدمها كاللعب بـ4/4/2 فلات مثلًا.
مدريد بحاجة الأن إلى شخص يُعيد السيطرة من جديد وذلك بحد ذاته مشكلة كبيرة رغم كونها حل جذري, فتصريحات راموس عن كونتي تشرح الأزمة عندما قال :”احيانًا كسب غرف الملابس يكون أهم من الصرامة التكتيكية”, في إشارة لرفض “مَعلمي” الفريق شخصية مدرب كـ كونتي لا يقبل التهاون أو الفوضى بأن تتحكم في اداء لاعبيه أو عدم إعطاء اللاعبين مهام واضحة وعليهم تنفيذها بكل ما إمتلكوا من قوة. وهذا ما يتطلب تدخل فوري من الإدارة التي لابد وأن تُعطي المدرب القادم صلاحيات كاملة لتُكفر ولو بالقليل عن ذنب الميركاتو المنصرم.
ولكن من الواضح ان ذلك لن يحدث وأتوقع أن يخضع بيريز لـ “مَعلمي” الفريق ويتم جلب مدرب مؤقت أو لنكن لنكن أكثر وضوحًا سيجلب “دُمية” جديدة للاعبيه ومحاولة المرور بأقل الخسائر ذلك الموسم.