هاي كورة_”رحل المعلم فترك التلميذ حل المعادلة”!.
الجميع يتسائل عن رحيل زيدان حتي الأن, ولعل رحيل رونالدو مؤخراً إلي اليوفي قد أعاد فتح باب التساؤلات من جديد بجانب محاولة ربط خروج زيدان برحيل رونالدو, وشخصياً أري أن النقطتين لديهم صلة قرابة بشكل كبير, بل أن العلاقة كانت سبباً ونتيجةً.
خرج المُعلم أولاً, الشخص الذي أدرك المعادلة الصحيحة لجعل رونالدو التلميذ الأكثر تفوقاً بين بقية التلاميذ. لا زلت أتذكر تصريح بريند شوستر عن رونالدو قبل تعامل زيدان الذكي معه قائلاً “ريال مدريد كان متقدم بالأربعة ورنالدو يحاول التسجيل, أما الأن فهوا شخص مختلف ومنطفئ”.
شخص مُنهك ومتعب, يصل للأمتار الأخيرة بنسق أقل ونسبة حسم أقل مما جعله فريسة سهلة لناكري الجميل في مدرجات البرنابيو. ولكن سرعان ما صنع زيدان التركيبة الملائمة بالإتفاق مع اللاعب علي الراحة والتنازل عن لقب هداف الليجا والمشاركة في المباريات الهامة فقط والتركيز علي دوري الأبطال, بجانب التعامل مع اللاعب كمهاجم صريح بعد تسجيله 60% من أهدافه من لمسة واحدة فقط داخل الصندوق..
تركيبة أتت اُكلها بشكل مميز وحققت ألقاب كثيرة وحطمت أرقاماً أكثر, تلك المعادلة أشك وأن كان هناك مدرب اخر يستطيع حلها مثلما فعل زيدان وأقنع الدون, أتذكر حديث كارلو عن رونالدو عندما قال “كنت أمزح مع رونالدو في يوم ما وقلت له بأنه لن يبدأ أساسياً في مباراة الغد, فنظر إلي بطريقة جعلتني أقول لقد كنت أمزح معك فقط!”.
هذا دليل علي صعوبة إقناع لاعب بقيمة رونالدو بعدم المشاركة في 25% من مباريات الموسم وربا أكثر!. التلميذ أجاد بشكل كبير, وأصبحت مادرة الرياضيات أسهل بالنسبة له من اللغة العربية حتي وكان هناك توافق كبير جداً بين رونالدو وزيدان حتي قرر زيدان الرحيل..
صحيفة الماركا قالت بين سطور المقال الخاص برحيل زيدان جملة مهمة جداً قد تُعطينا مؤشر قوي عن رحيله, عندما قالت “زيدان شاهد المشكلة وكان يعلم تفاصيل حالة كريستيانو، زيدان كان يعتقد بأن الفريق بحاجة لتغيير على جميع الأصعدة لكن علاقته باللاعبين منعته من أن يقود هذا التغيير”!.
نستنتج مما سبق بأن بيريز تحدث مع زيدان وكان الأخير يعلم بأن هناك تغييرات كثيرة في الصيف بما أنه المدرب الحالي للفريق, ولكن المُعلم لم يستطع توديع تلميذه النجيب, الطالب الذي لطالما جعل سُمعة مُعلمه تناطح السحاب, لذلك قرر الرحيل رفقة بعض الأسباب الأخري المنطقية كذلك كالحاجة إلي الراحة بعد التعرض لضغوط مهمة تدريب ريال مدريد التي قال عنها كابيلو فيما سبق هي أصعب مهنة في العالم..
رحيل المُعلم جعل التلميذ يُعيد التفكير من جديد في المحيط الذي حوله وفي المُعلم الجديد الذي ولربما لن يكون متساهلاً في شرحه كسابقه, لن يكون جيداً بما يكفي لإيصال المعلومة, ليقرر ترك المعادلة ويتوقف عن حلها كالسابق ويذهب للبحث عن تحدي جديد ومقرر اخر.
أظن أن العلاقة كانت سبب ونتيجة بشكل كبير جداً, وأن رحيل الثنائي لديه صلة وترابط بشكل كبير حتي وإن كان بشكل غير مباشر, ولكن رحيل زيدان كان يملك في طيات أسبابه فكرة بيع رونالدو, وكذلك رحيل الدون كان نتيجة لرحيل المُعلم..
أما ريال مدريد فهوا في موقف لا يُحسد عليه الحقيقة, تقريباً كما قالها ذلك الرجل قد أصبح الفريق كالجندي الذي طلب ذخيرة إضافية لزيادة القوة ولكنه فقد الرصاصة القاتلة والبندقية!