2025/12/25 - 1:16 مساءً

مبابي يحتاج رفقة أفضل..!

مبابي بلغ القمة وحده، لكن المجد الحقيقي لن يكتمل إلا عندما يجد في ريال مدريد من يؤمن بأن خدمته شرف… لا تنازل.

هاي كورة – مقال للصحفي لويس نييتو

وصل ريال مدريد في التوقيت المثالي للتعاقد مع كيليان مبابي وهو في قمة نضجه الكروي، لكن ما تبقى الآن هو الجزء الأصعب من المعادلة: توفير بيئة جماعية وشركاء داخل الملعب يواكبون مستواه، على غرار ما كان يحظى به كريستيانو رونالدو في أفضل سنواته.

للمرة الأولى في موسم واحد، يتجاوز مبابي معدل هدف في المباراة الواحدة، وينهي العام متصدرًا قائمة الهدافين في العالم برصيد 59 هدفًا، اللاعب قام بكل ما يُطلب منه وأكثر، ولم يعد هناك أي شك في أن ضمه كان قرارًا استراتيجيًا صائبًا، ولا في أنه أصبح قائدًا حقيقيًا داخل الفريق، فسلوكه داخل الملعب وخارجه لا يفتح باب الانتقاد، بل يفرض الاحترام.

لم يطالب باللعب على الجناح الأيسر، منطقته المفضلة، بل قبل التحول إلى قلب الهجوم، وتحمل مسؤولية مركز معقد، إلى درجة أنه بات اليوم الأفضل عالميًا فيه، والسؤال الوحيد المطروح هو: هل كان بإمكان ريال مدريد أن يحظى بهذه النسخة من مبابي في وقت أبكر؟

مبابي كان مستعدًا للقدوم إلى مدريد منذ عام 2017، لكنه اشترط حينها إعادة تشكيل المنظومة الهجومية لإفساح المجال له، كان متعجلًا للنجاح، غير أن النادي فضّل التريث، قرار يبدو اليوم خاطئًا، لكنه كان منطقيًا في سياقه، فريال مدريد كان يعيش فترة ذهبية بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية تواليًا، وكانت ثلاثية الهجوم في قمة عطائها.

لم يكن كريم بنزيما قد بلغ أفضل مراحله بعد، وحتى غاريث بيل، الحلقة الأضعف حينها، سجل 21 هدفًا في الموسم التالي، فلم يكن متوقعًا الانهيار السريع، ولا قرار كريستيانو رونالدو بالرحيل بعد عام واحد، وهكذا اختار مبابي، وهو في التاسعة عشرة من عمره، مشروعًا آخر أقل استقرارًا، لكنه أكثر إغراءً من الناحية المالية.

وصل مبابي إلى ريال مدريد في سن الخامسة والعشرين، وهو العمر نفسه الذي انضم فيه كريستيانو رونالدو، وأصغر بأربع سنوات من عمر زين الدين زيدان عند ارتدائه القميص الأبيض، فبعد سن السابعة والعشرين، سجل رونالدو 490 هدفًا، مقابل 427 لليونيل ميسي، ما يؤكد أن ريال مدريد لم يتأخر هذه المرة، بل تعاقد مع مبابي في ذروة عطائه.

ما ينقص الآن هو استكمال الصورة، عبر إحاطته بزملاء قادرين على خدمته داخل الملعب، ويملكون الوعي بأن استثنائيته لا تنتقص من قيمتهم، بل ترفع الفريق بأكمله ومن يحتاج إلى دليل، يكفيه أن ينظر إلى تجربة كريم بنزيما.