2025/12/16 - 2:49 مساءً

العقل والجنون في برشلونة !

هاي كورة – مقال للصحفي انريك جوف

هناك لاعبون يتحكمون في مجريات المباراة ، وآخرون يعرقلونها . لا يلعب بيدري ورافينيا بنفس الأسلوب ، لكنهما يتعايشان بتناغم . هذه هي الحقيقة المُزعجة لمنافسي برشلونة حاليًا ، وهي سرّ هذا الثنائي الكروي الفريد .

يُجسّد بيدري كرة القدم من خلال التحكم والتمويه ، مُكتشفًا الثغرات في المساحات التي تبدو غير موجودة . نطاق حركته يشمل المكان والزمان . يستلم الكرة دائمًا في وضعية مُحددة ، ولمسته الأولى تُعدّ قرارًا تكتيكيًا . قبل حتى أن يلمس الكرة ، يكون قد تنبأ بالكمين الذي سيُعدّه للخصم المُتربص .

أما رافينيا ، فهو يعيش في منطقة الخطر . لا يقرأ المباراة من الداخل ، بل من العمق والضغط . أسلوبه في اللعب هجومي في أغلب الأحيان . عندما يستحوذ برشلونة على الكرة ، يفكر رافينيا بالفعل في فقدانها . يعيش في هجوم محموم على المساحات . لا ينتظر الأفضلية ، بل يصنعها. في نصف ملعب الخصم ، مهمته الأولى ليست استلام الكرة ، بل تعطيلها . هو المحرك الأساسي لضغط الفريق بعد فقدان الاستحواذ . يعيش من أجل إجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء . أكثر من مجرد مهارة ، إنها عزيمة وإصرار . حماسة لا حدود لها .

من الناحية التكتيكية ، العلاقة بينهما رائعة . بيدري يُنسق الهجوم لدفع الخطوط للأمام دون اختراقها . رافينيا يُسرّع اللعب لضمان عدم فقدان هذا الهيكل فعاليته .

بيدري .. تمريرات قصيرة ، دعم متواصل ، وتناقل سلس للكرة .

أما رافينيا .. تحركات في غير وقتها ، انطلاقات سريعة بدون كرة ، قرارات لا تحركها براعة بل مصلحة . العقل واللاعقل في تناغم تام .

يشكلون معًا التهديد الدائم الذي يمثله برشلونة بقيادة فليك . بيدري هو المترونوم الذي يمنع الانهيار . رافينيا هو جهاز الإنعاش الذي يزعزع استقرار الخصم . هدوءٌ وتوتر . سيطرة وضغط . توازنٌ دقيق لكنه تنافسيٌّ للغاية .