
هاي كورة – مقال للصحفي جوليان ريدوندو
لم نعد نُصدم عندما نرى كيليان مبابي يخالف تعليمات مدربه ويمنح فينيسيوس جونيور ركلة جزاء. ولم نعد نندهش من هانز فليك الذي باتت تتقن أسلوبه أسماء مثل لويس إنريكي وماتياس ألميدا. أما دييغو سيميوني، فلا يزال غارقًا في فوضاه المعتادة؛ خارج ميتروبوليتانو، يبدو أتلتيكو مدريد هشًّا كقاربٍ ورقي في عاصفة.
وفي المقابل، يقف لويس دي لا فوينتي تحت مجهر النقد، وكأن نجاحه لا يشفع له، اختياره لامين يامال رغم معاناته من ألم في العانة أثار الجدل، إذ اعتُبر نقصًا في الحساسية تجاه وضع اللاعب. لكن القصة، كما يراها كثيرون، تتجاوز الإصابة إلى الطريقة التي يتعامل بها الرأي العام مع المدرب الهادئ.
في هذا البلد يُنظر إلى الناجحين بعين الحسد، خصوصًا أولئك الذين يحافظون على مبادئهم ويتحدثون بأدب.
المفارقة أن من يقدّسون مورينيو لأجل وقاحته وغروره، هم أنفسهم من يهاجمون دي لا فوينتي لوداعته واتزانه.
إنهم يعشقون الاستفزاز ويتغاضون عن الكِبرياء، بينما يجلدون المدرب الإسباني رغم أنه أعاد المتعة إلى مشاهدة المنتخب، فحتى وهو – كما يصفون – “يُحضّر حساءً بلا معكرونة”، تبقى إسبانيا الجميلة تلعب وتُمتع وتُذكّر الجميع بأنها قادرة على اقتناص نجمة ثانية قريبًا جدًا.