هاي كورة (رأي خاص بالصحفي لويس نييتو – As)
ما حدث مؤخرًا في كواليس كرة القدم الأوروبية لا يمكن وصفه إلا بالعبث.
نعم، اليويفا اعترفت ضمنيًا بالتلاعب في نزاهة المنافسات بعد أن منحت، “استثنائيًا” وبـ”تردد واضح”، الضوء الأخضر لإقامة مباراة فياريال وبرشلونة في ميامي، ولقاء ميلان وكومو في بيرث.
القرار جاء بعد اجتماع سري جمع لابورتا وتشيفرين، وكأن كل ما قيل عن “تكافؤ الفرص” و”احترام الجماهير المحلية” أصبح مجرد شعارات على الورق.
البيان الرسمي للاتحاد الأوروبي بدأ بتأكيد معارضته لإقامة مباريات الدوريات المحلية خارج أراضيها، لكنه أنهى بتبرير هذا القرار الغريب بحجة “الظروف القانونية” و”الاستثناء الخاص”، أي تناقض هذا؟
لنكن صريحين: نقل مباراة دوري إلى الخارج يُكسِر مبدأ العدالة التاريخية، ويحرم الجماهير التي تملأ المدرجات أسبوعًا بعد آخر من حقها الطبيعي في مؤازرة فريقها.
الأمر ليس مجرد “رحلة ترويجية”، بل تشويه صريح لهوية البطولة.
يستند البعض إلى مثال NBA أو NFL، لكنهم ينسون أن تلك الدوريات لا تُقيم مباريات “البلاي أوف” خارج حدودها أبدًا، لأنها تعرف قيمة “عامل الأرض”.
أما في إسبانيا، فالدوري نفسه هو “البلاي أوف” الممتد لـ38 جولة!
برأيي، ما حدث في ميامي سابقة خطيرة، برشلونة خرج بمكسب رياضي وتسويقي هائل، واليويفا فتحت الباب رسميًا أمام الجميع للمطالبة بالمعاملة بالمثل.
اليوم هو استثناء… وغدًا قد يصبح القاعدة.
وعندها، وداعًا لنزاهة الدوريات.
