هاي كورة – مقال للصحفي خوان باتل
النتيجة الثقيلة التي مُني بها برشلونة أمام إشبيلية لم تُحدث صدىً كبيرًا داخل قاعة المؤتمرات، حيث بدا هانز فليك أكثر هدوءًا في تحليله للمباراة ولفريقه، على عكس ما فعله عقب التعثر الأول أمام رايو فاليكانو، حين أطلق عبارته الشهيرة: “الغرور يقتل النجاح”، التي تحولت لاحقًا إلى شعار إنذاري داخل غرفة الملابس.
وما بين تصريح الغرور آنذاك وردة الفعل التي تلتها، عاد الفريق اليوم إلى النقطة نفسها بعد هزيمتين متتاليتين ومؤلمتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية، لتُطلق صافرة إنذار جديدة في النادي الكتالوني.
هذه المرة، بدا فليك أكثر حرصًا على حماية لاعبيه بدلًا من توبيخهم، متحدثًا عن “الثقة في المجموعة” و”السعي نحو الألقاب”، وكأنه يدرك أن المشكلة لم تعد مجرد نقص في حماس أو تركيز، بل خلل تكتيكي يتحمل هو جزءًا منه.
المفاجأة أن اللاعبين أنفسهم كانوا أكثر صراحة وحدة من مدربهم؛ فقد اعترف باو كوبارسي بأن الفريق “دخل المباراة نائمًا”، مشيرًا إلى ثغرات واضحة في التنظيم الدفاعي وغياب الضغط من المهاجمين، فيما دعا بيدري إلى “مراجعة أمور كثيرة خلال فترة التوقف”، رافضًا الاكتفاء بتبرير الخسائر بعبارات الحماس والروح.
وبين سطور تلك التصريحات، يبرز شعور عام بأن الصبر بدأ ينفد، وأن صمت فليك هذه المرة ليس استسلامًا، بل تمهيدًا لقرارات أكثر حسمًا. فالتحذير وُجه سابقًا: من لا يركض ولا يقاتل ولا يعود للدفاع، لن يلعب، غير أن الصورة الكاملة لا تكتمل دون مراجعة الجانب التكتيكي، وهو ما أشار إليه اللاعبون أنفسهم. فالوقت ربما حان لأن ينظر فليك إلى نفسه قبل أن ينظر إلى لاعبيه.
