2025/08/17 - 11:08 مساءً

تيباس.. سيد اللعبة وكابوس نزاهتها

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي ميغيل ماريا غارسيا كابا)

يوم آخر في كرة القدم الإسبانية، وجُرح جديد يُضاف إلى جسد بطولة فقدت بريقها.

مشهد سريالي يختصر أزمة التحكيم: حكم يرى لاعباً ساقطاً إثر ضربة في الرأس، يتلقى تنبيهًا من الحكم الرابع، والجماهير في حالة توتر، لكنه يرفض إطلاق صافرة الإيقاف بحجة أنه “لم يُصب بالدوار”.

عبارة عبثية تُجسد كيف تحوّل التحكيم الإسباني إلى نظام يفتقر لأبسط منطق، يتغذى على الغطرسة ويعادي الحس السليم.

المشكلة لم تعد في الأخطاء ذاتها، بل في تبريرها.

الحكم لا يُطلق صافرة لأنه ببساطة لا يريد، ثم يختبئ خلف تفسيرات تُسيء للعقل.

هكذا أصبح المشهد متكرراً مع أوساسونا أو مايوركا أو حتى ريال مدريد، فلا فرق: القاعدة واحدة والنتيجة واحدة.

إيتورالدي قالها صراحة: حلم تيباس الدائم كان السيطرة على الحكام.

واليوم، تحقق الحلم. بعد أن أحكم قبضته على الجداول والملاعب وحقوق البث، أصبحت الصافرة هي الأخرى تحت سلطته.

ماكاريو ليس سوى دمية تُحركها يد تيباس، فيما يتحدث الأخير بثقة كعازف بطن يتقن لعبته.

والفضيحة تتعمق حين نعلم أن الحكم نفسه خرق عقده الحصري الموسم الماضي، ورغم أن الأمر مُثبت ومنشور، لم يحدث شيء.

وصمة جديدة على جبين منظومة تُخفي ما يجب أن يُعاقب عليه.

قضية مونويرا ليست حادثة معزولة، بل انعكاس لفساد هيكلي.

حين يكون الحكم رهينة نفس الشخص الذي يُحدد العقود، ويبيع حقوق المباريات، ويتباهى بصفته “عمدة” كرة القدم الإسبانية، تكون النتيجة كارثية: تحكيم لا يحمي اللاعبين، يُهين المدربين، ويهدم مصداقية البطولة.

المشهد الأصدق تجسد في طفل من جماهير مايوركا، يبكي بحرقة بعد الظلم.

هنا المفارقة القاسية: قبل أشهر فقط، برر الحكام أخطاءهم بالدموع التي ذرفها أطفالهم في المدارس حين نُعِتوا بـ”اللصوص”.

اليوم، هم أنفسهم من يتسببون في دموع أطفال آخرين في الملاعب، ارتداد أخلاقي مؤلم يكشف خواء ذريعة الأمس.

ومع كل هذا، يطل تيباس بفكرة “عبقرية” جديدة: منح برشلونة مباراة “محايدة” لكنها عملياً على أرضه، هجوم مباشر على نزاهة المنافسة مغلف بعباءة الحداثة، ورائحته كريهة كعادته.

يا للمفارقة! الرجل الذي يقدم نفسه كحامي المساواة، هو ذاته أكبر مهدد لها، يوزع الامتيازات كجراح بارع، وبابتسامة من يظن أن لا أحد يجرؤ على كشفه.